457

ولم يكن أحد من قريش أشد تعظيما لعلى من عمرو منذ يوم (*) لقيه وصفح عنه.

فقال عمرو بن العاص فيما كان أشار به على معاوية: ألا لله درك يا ابن هند * ودر الآمرين لك الشهود أتطمع لا أبالك في على * وقد قرع الحديد على الحديد وترجو أن تحيره بشك * وترجو أن يهابك بالوعيد (1)

وقد كشف القناع وجر حربا * يشيب لهولها رأس الوليد له جأواء مظلمة طحون * فوارسها تلهب كالأسود (2) يقول لها إذا دلفت إليه * وقد ملت طعان القوم عودي (3) فإن وردت فأولها ورودا * وإن صدت فليس بذى صدود (4) وما هي من أبى حسن بنكر * وما هي من مسائك بالبعيد وقلت له مقالة مستكين * ضعيف الركن منقطع الوريد دعن الشام حسبك يا ابن هند * من السوءات والرأى الزهيد ولو أعطاكها ما أزددت عزا * ولا لك لو أجابك من مزيد ولم تكسر بذاك الرأى عودا * لركته ولا ما دون عود فلما بلغ معاوية قول عمرو دعاه، فقال: يا عمرو، إننى قد أعلم ما أردت بهذا.

قال: ما أردت ؟ قال: أردت تفييل رأيى وإعظام على، وقد فضحك.

قال: أما تفييلى رأيك فقد كان.

وأما إعظامي عليا فإنك بإعظامه أشد معرفة منى، ولكنك تطويه وأنا أنشره.

وأما فضيحتي، فلم يفتضح امرؤ لقى أبا حسن.

__________

(1) في الأصل: " أن تخبره " صوابه في ح (3: 424).

وفي ح أيضا: " وتأمل أن يهابك ".

(2) الجأواء: الكتيبة يعلوها لون السواد لكثرة الدروع.

(3) ح: " إذا رجعت إليه ".

(4) في الأصل: " وإن صدرت " وأثبت ما في ح.

Bogga 472