Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
فلو كان لى بالغيب علم كتمتها وكابدت أقواما مراجلهم تغلى أبى الله إلا أن صدرك واغر على بلا ذنب جنيت ولا ذحل سوى أننى، والراقصات عشية، بنصرك مدخول الهوى ذاهل العقل فلا وضعت عندي حصان قناعها ولا حملت وجناء ذعلبة رحلى ولا زلت أدعى في لؤى بن غالب قليلا غنائي لا أمر ولا أحلى إن الله أرخى من خناقك مرة ونلت الذى رجيت إن لم أزر أهلى وأترك لك الشام الذى ضاق رحبها عليك ولم يهنك بها العيش من أجلى فأجاب معاوية: أالآن لما ألقت الحرب بركها * وقام بنا الأمر الجليل على رجل غمزت قناتي بعد ستين حجة * تباعا كأنى لا أمر ولا أحلي (1) أتيت بأمر فيه للشام فتنة * وفي دون ما أظهرته زلة النعل فقلت لك القول الذى ليس ضائرا * ولو ضر لم يضررك حملك لى ثقلى فعاتبتني في كل يوم وليلة * كأن الذى أبليك ليس كما أبلى (2) فيا قبح الله العتاب وأهله * ألم تر ما أصبحت فيه من الشغل
فدع ذا ولكن هل لك اليوم حيلة ترد بها قوما مراجلهم تغلى دعاهم على فاستجابوا لدعوة * أحب إليهم من ثرى المال والأهل إذا قلت هابوا حومة الموت أرقلوا * إلى الموت إرقال الهلوك إلى الفحل فلما أتى عمرا شعر معاوية أتاه فأعتبه وصار أمرهما واحدا.
ثم إن عليا دعا في هذا اليوم هاشم بن عتبة ومعه لواؤه، وكان أعور، فقال له: يا هاشم، حتى متى تأكل الخبز وتشرب الماء ؟ فقال هاشم: لأجهدن على ألا
__________
(1) في الأصل: " بعد سبعين حجة " والصواب ما أثبت من ح (2: 275) وذلك لأن معاوية حين وقعة صفين كان عمره نحوا من 57 سنة، فإن صفين كانت في سنتى 36 - 37 وكانت وفاة معاوية سنة 60 وله ثمانون سنة.
(2) الإبلاء: الإخبار، يقال ابتليته فأبلاني، أي استخبرته فأخبرني.
ح: " تعاتبني ".
(*) أرجع إليك أبدا.
Bogga 346