188

(*) حتى رفع (1) إلى أمير المؤمنين، وقد بعث معاوية مائتي رجل من الفعلة إلى عاقول من النهر (2)، بأيديهم المرور والزبل (3) يحفرون فيها بحيال عسكر على ابن أبى طالب، فقال على عليه السلام: ويحكم، إن الذى يعالج معاوية لا يستقيم له ولا يقوم عليه (4)، وإنما يريد أن يزيلكم عن مكانكم، فالهوا عن ذلك ودعوه.

فقالوا له: لا ندعهم (5) والله يحفرون الساعة.

فقال على: يا أهل العراق لا تكونوا ضعفى (6)، ويحكم لا تغلبوني على رأيى.

فقالوا: والله لنرتحلن، فإن شئت فارتحل، وإن شئت فأقم.

فارتحلوا وصعدوا بعسكرهم مليا (7)، وارتحل على في أخريات الناس، وهو يقول: ولو أنى أطعت عصبت قومي * إلى ركن اليمامة أو شمام (8) ولكني إذا أبرمت أمرا * منيت بخلف آراء الطغام وارتحل معاوية حتى نزل على معسكر على الذى كان فيه، فدعا على الأشتر، فقال: ألم تغلبني على رائى (9) أنت والأشعث ؟ فدونكما.

فقال

الأشعث: أنا أكفيك يا أمير المؤمنين، سأداوى ما أفسدت اليوم من ذلك.

فجمع بنى كندة، وقال: يا معشر كندة، لا تفضحوني اليوم ولا تخزوني،

__________

(1) في الأصل: " دفع " بالدال، وأثبت ما في ح (1: 343).

(2) عاقول النهر والوادى والرمل: ما اعوج منه.

(3) المرور: جمع مر، بالفتح، وهو المسحاة.

والزبل، بضمتين: جمع زبيل، وهو الجراب والقفة.

في الأصل: " الزبيل " والوجه الجمع.

وفي ح: " المزور والرمل " تحريف.

(4) ح: " ولا يقوى عليه ".

(5) في الأصل: " هم " بدل: " لا ندعهم " صوابه في ح.

(6) كذا في الأصل.

ولعلها: " خلفي " وهو بالكسر: المخالف.

(7) مليا: طويلا.

ومنه: " واهجرني مليا " وفي الأصل: " عليا " صوابه في ح.

(8) ح: " عصمت قومي ".

وشمام: جبل لباهلة.

وفي الأصل: " شآم " وجهه في ح.

(9) الراء: الرأى.

وفي ح: " رأيى ".

(*) إنما أقارع بكم أهل الشام.

Bogga 191