182

(*) نصر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبى عمرة (1) عن أبيه سليمان الحضرمي (2)، قال: لما خرج على من المدينة خرج معه أبو عمرة بن عمرو بن محصن (3) قال: فشهدنا مع على الجمل ثم انصرفنا إلى الكوفة، ثم سرنا إلى أهل الشام، حتى إذا كان بيننا وبين صفين ليلة دخلنى الشك فقلت: والله ما أدرى علام أقاتل ؟ وما أدرى ما أنا فيه.

قال: واشتكى رجل منا بطنه

من حوت أكله، فظن أصحابه أنه طعين (4) فقالوا: نتخلف على هذا الرجل.

فقلت: أنا أتخلف عليه.

والله ما أقول ذلك إلا مما دخلنى من الشك.

فأصبح الرجل ليس به بأس، وأصبحت قد ذهب عنى ما كنت أجد، ونفذت لى بصيرتي، حتى إذا أدركنا أصحابنا ومضينا مع على إذا أهل الشام قد سبقونا إلى الماء، فلما أردناه منعونا، فصلتنا لهم بالسيف فخلونا وإياه، وأرسل أبو عمرة إلى أصحابه: قد والله جزناهم فهم يقاتلونا، وهم في أيدينا، ونحن دونه إليهم كما كان في أيديهم قبل أن نقاتلهم.

فأرسل معاوية إلى أصحابه: لا تقاتلوهم وخلوا بينهم وبينه.

فشربوا فقلنا لهم: قد كنا عرضنا عليكم هذا أول مرة فأبيتم حتى أعطانا الله وأنتم غير محمودين.

قال: فانصرفوا عنا وانصرفنا عنهم، ولقد رأيت روايانا ورواياهم بعد، وخيلنا وخيلهم ترد ذلك الماء جميعا، حتى ارتووا وارتوينا.

نصر: محمد بن عبيد الله، عن الجرجاني، أن عمرو بن العاص قال:

__________

(1) في التقريب 603: " أبو عمرة عن أبيه، في سهم الفارس.

مجهول من السادسة ".

وفي الأصل: " عن أبيه عمرة " تحريف.

(2) في التقريب: " سليمان بن زياد الحضرمي المصرى، ثقة من الخامسة ".

(3) هو أبو عمرة الأنصاري، قيل اسمه بشر وقيل بشير، وكان زوج بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم المقوم بن عبد المطلب.

انظر قسم الكنى من الإصابة 805، 801.

وفي الاشتقاق 269: " وأبو عمرة بشير بن عمرو، قتل بصفين ".

(4) الطعين، هنا: الذى أصابه الطاعون.

Bogga 185