115

Wajh iyo Maaskaro

الوجه والقناع

Noocyada

قال براون وهو يقترب منه: «سيدي العزيز، ما الأمر؟ هل هناك شيء يمكنني ...»

أجابه المصرفي بنبرة حزينة: «اجلس من فضلك. آمل أن تتجاوز عن ذلك، إنني أعاني من مشكلة كبيرة. لم أرد أن أتحدث عن الأمر، لكني أدين لك بتفسير. في غضون شهر من الآن، وإذا كنت من النوع الذي عليه أكثرية أبناء جيلك، فلن ترغب في الزواج من ابنتي. فهناك احتمال كبير أن توصد أبواب بنكي في غضون تلك الفترة.» «أنت تدهشني يا سيدي. كنت أظن ...» «أجل، وهكذا يظن الجميع. إنني في حياتي قلما منحت ثقتي أناسا لا يستحقونها، لكنني وثقت في الشخص الخطأ هذه المرة، ويبدو أن هذا الخطأ سيمحو كل ما نجحت في تحقيقه طوال حياة مليئة بالعمل الجاد.» «إذا كنت أستطيع مساعدتك ماديا، فسيسرني هذا كثيرا.» «كم المبلغ؟» «في الواقع، لا أعلم ... خمسون ألف دولار ربما، أو ...» «لا بد أن يكون معي مائتان وخمسون ألف دولار قبل نهاية هذا الشهر.» «مائتان وخمسون ألفا!» «أجل يا سيدي. إن السيد ويليام إل ستيبلز - وهو صراف البنك لدي - موجود الآن في كندا ومعه نصف مليون من أموال البنك. ولا أحد يعلم بهذا إلا أنا واثنان من المديرين. ومن المعلوم عموما أنه ذهب إلى واشنطن لقضاء إجازة هناك.» «ألا يمكنك أن ترسل محققين في إثره؟» «بالطبع يمكنني. لكن حينها سيذاع أمر السرقة على الملأ في الحال. ستعج الصحف بأخبار عن ذلك. وربما يواجه البنك هروبا من المستثمرين، وسيتحتم علينا أن نغلق أبوابنا في اليوم التالي. إن إرسال المحققين في إثره لا يعني إلا أننا نجلب بالكارثة فوق رءوسنا. إن ستيبلز في مأمن كبير، وهو يعلم ذلك. وبفضل معاهدة دولية غبية، فإنه الآن حر طليق لا يخشى خطر القبض عليه في كندا، كما لا تخشى أنت القبض عليك هنا. ومن المستحيل تسليمه إلينا كمجرم متهم بالسرقة.» «لكن أظن أن هناك قانونا بشأن إدخال أموال مسروقة إلى كندا.» «ربما. لكن هذا لن يساعدنا في الوقت الراهن. لا بد أن ندخل في مساومة معه، إذا استطعنا أن نجده في الوقت المناسب. وحتى إذا أغلق البنك أبوابه، فإننا بالطبع سندفع كل الأموال حين يكون هناك وقت لتدارك الأمر. لكن ليست هذه هي المشكلة. هذا الأمر يعني وقوع كارثة ومواجهة متاعب كثيرة، وسيتسبب على الأرجح في إخفاقات أخرى، وكل هذا بسبب احتيال شخص واحد ونذالته.» «إذن لا يبقى سوى حل واحد. لا بد أن نجد ستيبلز في هدوء ونتفاوض معه. سيد تيمبل، دعني أتولى أمر إيجاده وأمر التفاوض معه أيضا، إذا أردت أن تضع ثقتك بي.» «أتعرفه؟» «لم ألتق به في حياتي.» «إليك صورته. من السهل أن تتعرف عليه من خلالها. لن تخطئ في التعرف عليه. من المرجح أنه يعيش في مونتريال تحت اسم مستعار. وربما يكون قد أبحر إلى أوروبا. أنت لن تخبر أحدا بهذا الأمر، أليس كذلك؟» «لن أفعل بكل تأكيد. سأغادر في قطار الليلة إلى مونتريال، أو في أول قطار يتجه إلى هناك.»

دس السيد براون الصورة في جبيه وسلم على المصرفي. وبشكل ما تسببت ثقته في نفسه وانتباهه الجيد في بث شعور بالأمل في نفس الرجل العجوز أكثر مما أظهر؛ ذلك أنه - بصفة عامة - كان يزدري الشباب العادي. «كم المدة التي يمكنك التكتم فيها على الأمر إذا ما لم يكتشف على الملأ؟» «شهرا على الأقل؛ وربما شهرين أو ثلاثة.» «إذن، لا تتوقع أن أراسلك قريبا. لن أخاطر بمراسلتك. وإذا كان هناك شيء لنتواصل بشأنه ، فسآتي بنفسي.» «إنه لكرم منك أن تحمل عبء مشاكلي على كاهلك بهذا الشكل. أنا ممتن لك كثيرا.»

فأجابه براون الشاب: «أنا لست بفاعل خير يا سيد تيمبل.» •••

وحين نزل السيد براون الشاب من القطار في المحطة المركزية في تورنتو، دنا منه صبي صغير وقال: «أتريد أن أحمل عنك حقيبة سفرك يا سيدي؟»

قال براون وهو يسلمها إليه: «بكل تأكيد.»

ثم سأله عندما وصلا إلى ردهة الفندق: «بكم أدين لك؟»

قال الصبي على الفور: «خمسة وعشرين سنتا.» ثم حصل على ما طلب.

سجل براون نفسه في سجلات الفندق تحت اسم جون إيه ووكر من مونتريال. •••

لم يحدث قط في حياته أن شعر السيد والتر براون من روتشستر بأنه مثبط العزيمة كما شعر في تلك اللحظة التي سجل فيها الكلمات «جون إيه ووكر من مونتريال.» في سجل الفندق. كان قد بحث في مدينة مونتريال من أقصاها إلى أقصاها، لكنه لم يجد أي أثر للرجل الذي كان يبحث عنه. ومع ذلك، من الغريب أن نقول إنه حين رفع عينيه عن السجل رأى وجه السيد ويليام إل ستيبلز الصراف السابق. كان من حظ براون أن ستيبلز كان ينظر إلى الكلمات التي كتبها، ولم يكن ينظر إليه هو، وإلا كان قد لاحظ نظرة الذهول التي بدت تلقائيا على وجه براون وتورد وجهه من السعادة. وكان من الغريب أيضا أن السيد براون كان قد رسم في ذهنه خططا كثيرة للتعرف على ستيبلز حين يلقاه، ومع ذلك فإن الخطوة الأولى كانت من جهة ستيبلز نفسه.

Bog aan la aqoon