100

Wajh iyo Maaskaro

الوجه والقناع

Noocyada

قال ستريتر: «في هذه الحالة، فإنه على الأرجح يعرف عادات المكان؟»

أجابه ديفيسون: «حق المعرفة! لقد أصبح فرنسيا بدرجة كبيرة، لقد تسممت أفكاره وفسدت أخلاقه كثيرا، إن كان بإمكاني تعريف الأمر على هذا النحو، حتى إنه أصبح مؤخرا إما مسئولا عن إحدى المبارزات أو شاهدا عليها. بالمناسبة يا هارمون، أيهما كان دورك؟»

أجابه الآخر: «شاهدا ليس إلا.»

أضاف ديفيسون: «أنا لا أحبذ المبارزة، إنها تبدو لي عادة حمقاء وغير ذات جدوى على الإطلاق.»

أجابه ستريتر باقتضاب: «لا أوافقك الرأي. ليس هناك سبب يجعل التبارز غير ذي جدوى، ويبدو أن هناك الكثير من الأسباب التي تحتم خوض المبارزات. فهناك الكثير من الأشياء التي توجد في البلدان المختلفة والتي تكون أسوأ من الجرائم، لكن ليس لها حل أو علاج سوى الدعوة إلى التبارز؛ إنها مخالفات - إن جاز لي التعبير - لا يدركها القانون، كالخيانة - على سبيل المثال - حين يدعي المرء أنه صديق لآخر، ثم يطعنه في ظهره في أول فرصة تسنح له.»

أومأ هارمون بالإيجاب على هذا الرأي، فيما قال ديفيسون بنبرة مرحة: «أوه، لست عليما بذلك! في رأيي أن مثل هذه الأشياء، التي لا أشك أبدا في وجودها، لا تستحق أن نضفي عليها أهمية كبيرة بالالتفات كثيرا إليها والاكتراث بها. ماذا ستشرب يا ستريتر؟»

قال ستريتر محدثا النادل الذي كان واقفا ليأخذ طلبه: «أحضر لي مشروب البراندي.»

وحين عاد النادل بكوب صغير سكب فيه مشروب البراندي ببراعة رجل فرنسي بحيث ملأ الكوب إلى درجة أنه لا يمكن إضافة قطرة أخرى إليه، ولكن من دون أن يسمح للمشروب أن يفيض من الكوب، وهنا أخرج ستريتر محفظة نقوده.

صاح ديفيسون قائلا: «لا، لا! لن تدفع مقابل هذا المشروب؛ أنت تشرب بصحبتي.»

قال ستريتر بأسلوب فظ: «أنا أدفع ثمن مشروباتي.»

Bog aan la aqoon