============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد كله، والقصد المعنى المفهوم من ذلك، فهذه الحكاية وأمثالها فيها تبيين معاي سلوك الطريق، والعجائب والغرائب والحكايات والأمثال حند من أجناد الله تعالى، وسراياه إلى قلوب أوليائه وأحبائه والعارفين والسالكين إليه، وهي تحذب القلوب إلى الله تعالى كحذب المغناطيس الحديد، وجنود الله تعالى وسراياه وأسراره مثبتة من المعاني والألفاظ من القرآن والأحاديث والحكايات والأشعار والمواعظ وغير ذلك، وما يغلم جنود ربك إلأ هو} [المدثر: 32].
طريق التربية وطريق التربية بحسب كل شخص وقوته واستعداده ونصيبه من ربه سبحانه وتعالى وميرائه من نبيه في سلوكه، وملائمته لقلب ولي في سلوكه، ولا يدخل تحت الحصر؛ إذ كل واحد قد يتعرف الله تعالى له تعرفا خاصا وإن كانت الشريعة عامة والتعرفات الإلهية خاصة؛ لأن الله تعالى لا تنحصر تعرفاته ولا صفاته.
أهل الباطن وأهل الظاهر وأولياء الله تعالى كثير جذا، والصالحون كثير، وأهل هذا الشأن من أولي الأمر عدد مخصوص، وأشخاص مخصوصون اختصهم الله تعالى لما يريد وصرفهم فيما يريد، وآمنهم على ما يريد، وأطلعهم على ما يشاء من حكمته في ملكه وملكوته، وجعلهم هذه المملكة الظاهرة كالاوح للجسد، فلا يتحرك الجسد إلا بروحه فلو خرجت الروح عنه تعطل وفسد وبقي جمادة لا حراك فيها، وجيفة يعافها من يراها ويرفضها من كان يألفها، فالملوك والحكام وأرباب السيوف والأقلام وغيرهم من سائر الأنام، يتصرفون في الظاهر كتصرف الجسد عن الروح، وأرباب الأمر من الغوث والقطب والأقطاب والأعين والأوتاد والأبدال هم التصريف الباطن عن شهود الحكمة، وتخصيص الإرادة، وقيام الحكم، فأمر الله تعالى بالإرادة جار لا مرد له، ولا حجر عليه، وإرادة الله تعالى بالأمر إذا لم يرد الوقوع لا يقع، فإنه أراد أن يأمر، ولا أراد أن يفعل، فهم من هذا
Bogga 167