160

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

170 الوحيد في سلوك أهل التوحيد والكمال وجميع الفضائل محبوبة بالسماع، وما يتصوره العقل فيها، وليست البيعة في نفسها قاصرة على الزمن الذي كان فيه رسول الله بل هي مستمرة في كل تابع له ومبايع على شرطه، وقد بايع رسول الله عن السيد عثمان ع: بكفه لكفه وقال بدهذه عن عثمان(الم في غيبته لصحة هذه المعاني، فالمعتقدات لا تحتاج إلى رؤية الأشخاص، لأنا نعتقد وجود الحق، تبارك وتعالى، ونؤمن به ونقر له بالوحدانية والخلق والاختراع، وأنه خالقنا ومالكنا ولم نره، وكذلك نعتقد إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام، ونؤمن بما جاعوا به من عنده، وما شاهدنا صورهم ولا رأينا أشخاصهم، وهذا الاعتقاد هو حقيقة السعادة الدنيوية والأخروية، والشك فيه حقيقة الشقاوة الدنيوية والأخروية، فليس الاعتقاد يلزم من رؤية المعتقد فيه، والمعتقدات من أوصاف القلوب وسرائر الغيوب، كامنة في الضمائر سارية في السرائر، وكذلك كانت معرفة الله تعالى مبينة في الجماد والحيوان والنبات، قال الله تعالى: وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [الإسراء:44].

وإن لم يكن ذلك بادراكات محسوسة من سماع ورؤية، فقد سبق سماع القلب وعين البصر، إلى سماع الآذان المحسوسة والبصر المحسوس: وقد قلت: رأيتكم بالقلب من قبل أن أرى فأحببتكم من قبل سمعي وناظري فأذيني إن تسمع وعيناى إن ترى فلم يدركا إلا بقلي وخاطري وإن قلت: قد صح أن الاقتداء لا يصخ مع الشك والتردد وجواز الخطأ، وليس معصوم من ذلك كله حقيقة إلا رسول الله فلا يصح الاقتداء إلا به فكيف صورة اقتدائنا بعلمائنا ومشايخنا؟ وما سلك من سلك من الطرق والشبل على آيدي المشايخ والأولياء، وما نقله العلماء؟

فأقول وبالله أستعين: إن ذلك ليس بقادح في سلوكنا على طريق مشايخنا من (1) ذكره الحافظ في الإصابة (457/4)، وابن حزم في المحلي (136/10) .

Bogga 160