============================================================
160 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وإن كانت الأعمال هاهنا لها بحازاة هناك، لقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يغمل مثقال ذرة شرأ يره} [الزلزلة: 7، 8] .
حقيقة الاقتواى بالن بي* وإن كانت التربية لا تصح من الميت فكيف يصخ الاقتداء به؟ بل لا يصح
الاقتداء حقيقة بغير رسول الله إذ الاقتداء في نفسه لا يصح إلا بالعزم الجازم،
والعقد الملازم بحقيقة الصدق والتصديق، بما هو عليه من الحق والدخول تحت الحكم منه وترك الاعتراض عليه وسلبه الاختيار معه وامتثال آمره واجتناب فيه، مع الرضا والتسليم قولأ وفعلا، علانية وسرا، فإن حصلت عنده شدة أو تردد أو جوز على من يقتدي به مع تحويزه ذلك عليه، لأنه لا يعلم حقيقة ما يتبعه عليه أحق هو آم باطل خطا هو آم صواب وهذا عين الشك الذي يخشى منه سوء الخاتمة؛ إذ يموت المرء على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه، فلا يصخ حيئذ إلا برسول الله إذ هو المعصوم من النقائص كلها ومن الخطأ والباطل والكبائر والصغائر فهو على صراط مستقيم وهدى قويم، قال الله تعالى (قل هذه سبيلي أذغو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} [يوسف: 108]* وقال تعالى: ((قل إن كنثم تحبون الله فاتبغوني يخببكم الله} [آل عمران: 31]* قال تعالى إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} [ الفتح: 10]ء
والمبايعة فينا موجودة، وسبيله وصراطه وشرعه وكتاب الله تعالى وكلامه وتبيانه وتحليله وتحريمه ومنهاجه، لم يترك شيئا إلا وبينه، قال الله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء [الأنعام: 38]* وفي ذلك كفاية وبقوله تعالىء أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد:24] ولست محتاجا إلى رؤية صورته الحسية إذ الصورة في المرآة ظاهرة بالحس لمن كان بصره ثاقبا ومرآته جلية من الصدا والشوائب، فصفات رسول الله أحسن من ظهور الصورة في المرآة الصقيلة، فإن المكارم المسموع بها، ومحاسن الصفات من الجمال
Bogga 159