============================================================
10 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وقالت: ما هو كذا وكذا يا أبا السرور؟ فقلت: نعم فخرج الأمير من باب السر وخرحث أنا هاربا خائفا أن يقتل الشيخ بحضوري وينسب المسلمون إلى ذلك قال: فبينما أنا مسرع وإذا بالشيخ أبى العباس في وجهي رائحا إلى دار الأمير، فلعا نظرني
نظر إلى وقال: أنا راودها عن نفسها؟ تقول نعم يا مبارك؟ قال: فلم أقدر أقف على ركبتي ووقعت الأرض، وقبلت أقدامه وقلت يا سيدي، مثل ما عرفت هذا عرفت ما كان قبله فقال: نعم، مكره يا مبارك مكره، ثم مشى الشيخ رائكا إلى دار الأمير فتبعته من حيث لا يعلم، إلى أن دخل الدار فقامت المغنية وقبلت الأرض بين يديه فقال لها: أين الأمير يا مباركة؟ فقالت: جاء وخج وقال: وأخذ الشيخ المدورة وضعها تحت رأسه واضطجع ووقفت ترؤح عليه بالمروحة وأنا واقف خلف الباب أو من حيث لا يرياي، قال: فنام ساعة ورفع رأسه وقال: ما جاء الأمير؟ فقالت: لا فقام الشيخ وخرج
فلما خرج وإذا بالأمير قد خرج عليها مشهور السيف ووقف على رأسها وقال والله إن متخبريني بقصتك مع الشيخ آبي العباس وإلا ضربت عنقك، فقالت كذبت عليك،
فقال لهاء ويلك أردت أن تفسدي على دنياى وآخرتي، قالت: ما فعلت هذا إلا لأجلك حتى تبقى لذتك فإنك إذا ما كنت أنا في حاصلك تبقى النفس حريصة على تحصيل اللذة، وخائفة من فواها فإذا تزوجتني وصرت في حاصلك ذهبت لذتك وحصتلك الملل، فسكت.
هذا حديث أبي السرور وإنما ذكرنا ذلك عنه قبل إسلامه، وإن كانت رواية الذي لا تقبل لكن في روايته كرامة للشيخ أبي العباس لعدم التهمة وشهادة العدو في الدين بكرامة أهل الدين، شهدت ها بالحسن ضراتا والفضل ما شهدت به الأعداء فانظر، وفقك الله تعالى، إلى قوة هذا الكشف والإطلاع على أول الحال وآخره وما يئول إليه، وقوة اليقين في الكشف وتحقيقه حتى مشى إلى الموضع الذي فيه الموت واضطجع ونام: وعجائبه وغرائبه كثيرة جدا وإنما نحن نقتصر.
ثم إن عز الدين أخو الأمير معين الدين بن شاذي جاء في غيبة أخيه، وضرب
Bogga 138