134

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

1 الوحيد في سلوك أهل التوحيد إن الشيخ أبو العباس قال ليء إن المركب تغرق فغضبت وقلت لو وحدته أغرقته، قال: فخرحت إلى دار الولاية واشتكيت الرييس ورسمت عليه بالسفر، فلما أصحنا والرئيس يقلفط في المركب وإذا بالشيخ أبي العباس قد أقبل ووضع يده على أعلى خفقة الكيزان، وقال: يا رئيس، قلفط فوق هنا فقال: يا سيدي، إذا طلع الماء إلى هنا رحنا البهموت، قال: نعم، نقول لكم الحق [سوف] تغرق ثم تغرق ثم تغرق قال فسافرنا فلما وصلنا أم نخلة غرقت المركب فلم يطلع لنا شيء: وما جرى لي معه حرضي الله عنه- أتني كنت عزمت على الحجاز، وحصل عندي قلق عظيم فبينما أنا أمشي في الليل في زقاق مظلم، وإذا أنا أحسن بيد على صدري، فزال ما كنت أجده من القلق فنظرت فوجدته الشيخ أبا العباس رحمه الله تعالى - فقال لي: يا مبارك، القافلة التي أردت الرواح توحذ والمركب الذي تسافر إلى الحجاز تغرق، فكان كذلك، ومن كراماته أنني كنت آمشي معه بالليل وحملت إبريقه، وإذا شخصان أحدهما يسمى يوسف بن الحنونة والآخر يسمى مفرخ بن عبد الخالق فلما نظر إليهما الشيخ حول وجهه عنهما، وانزعج عليهما، فبكيا وقبلا قدميه فلتا توجها عنا قلت له يا سيدي ما بالهما؟ فقال يا مبارك ما قالوا خيرا، فلتا كان بعد ذلك وجدت يوسف أحد الشخصين وكان يحب الفقراء فقلت له: ما قصتك؟ فقال: تكلمنا عليه بسبب تأخرك عن السفر، ثم أخبري يوسف المذكور أنه حرت له مع الشيخ أبي العباس وقائع من جملتها قال اشتريت حمارا بعشرة دنانير أجلب عليه اللبن، فقلت: يا سيدي، ادغ لي في آمر هذا الحمار فإني أحبه، فقال: هو حمار، وتبكي عليه الحمير، فكررت عليه القول وهو يقول هو حمار وتبكي عليه الحمير، فلم يلبث الحمار إلا ثلاثة أيام ومات.

أحواله وكانت له أحوال عجيبة مع تمسكه بالشرع وتلاوة القرآن وقيامه الليل في ركعتين الأخيرة منهما لطيفة، ولا يكاد يخلو من العبادة إن كان ماشيا وحده فهو يتلو القرآن وإن كان الناس معه أو حوله فهو يدعو لهم ولآبائهم وأجدادهم، ويسمي الآباء والأجداد بأسمائهم وإن كانوا من بلاد متفرقة أو بعيدة، كالعجم والعراق والسند وغيرها

Bogga 134