============================================================
10 الوحيد في سلوك أهل التوحيد لما كانوا عليه، والآمال بحسب المؤمل لها، وهي ما شغلك عن الله تعالى من آهل أو مال أو ولد أو دنيا آو آخرة أو رتبة من الرتب الدنيوية أو الآخروية يوما آو لحظة آو ساعة من الساعات آو خطرة من الخطرات، آو زمن فرد فذلك مشئوم عليك كما ورد: ما شغلك عن الله تعالى من مال وولد فهو عليك مشئوم، وفي قوله تعالى: لا تجعل مع الله إلها آخر [الإسراء: 22] كفاية لمن كان له قلب أو ألقى الشمع وهو
شهيد، وحقيقة الآمل وجود الحياة، وطلب البقاء في هذه الدار، فبقدر طول الأمل وقصره، تفضل درحات الفقر، فالفقير حقيقة من لا آمل له.
وقد ورد في قصر أمل رسول الله ونخو الأمل من قلبه في تسويغ اللقمة وشربة الشربة، وما ذكره لأصحابه فيه كفاية، فحياة الفقير دنياه وأمله عدم فقره، وعدم آمله وجود فقره، ولنقتصر على هذه النبذة اليسيرة من اسم الفقير وصفة الفقر، ولنذكر أسماء من وعدنا به ممن عرفناه وصحبناه ومن سمعنا عنه، وصفاهم وكراماهم وأحوالهم وتصرفاهم، من السالكين والعارفين وأولي الأمر والأخلاف والأعين والأبدال، بحسب ما سمعناه ورآيناه بعون الله تعالى وقوته وتأييده وإرادته، باب في ذكرأسمانهم وكراماتهم وصفاتهم مارات منهم - الشيخ أبو العباسس اللثم الشيخ أبو العباس أحمد الملثم المشرقي، كان أبوه ملكا بالمشرق وهو أول من صحبته من هذه الطائفة من قبل البلوغ وبعده، إلى حين وفاته، رحمه الله تعالىى،
وكان كبير الشأن، له أحوال جليلة وأعمال مستديمة، وخوارق عظيمة ومكاشفات عجيبة وهمم عالية وكرامات متوالية، وإخبارات صادقة وآيات واضحة، وعجائبه كثيرة وإنما تختصر منها على ما يشوق ويلذ في المسامع، ويحضن على
سلوك الطريق المتبوع والتابع، كان يلبس الشعر على جسده وإن وحد شيئا لبسه فوقه،
آي شيء كان عباءة او فرجية او غير ذلك، وكان يتلثم وكان ربعا قامة لين الجسم إلى القصر آميل من الطول، وربما غير عمامته تارة خضراء وتارة غير ذلك وتارة صوفا وتارة شاشا، بحسب ما يجده من غير كلفة، وكان يخاطبني على الخاطر فمهما خطر لي
Bogga 130