============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ألف دينار، فلم توافق نفسه على ذلك، فدفع البعض فغرم ذلك، ومنهم جماعة أحياء الآن، خرجوا من ديارهم وأموالهم، وما نعلم هل يقدر هم الرحوع إلى بلادهم أم لا ، وإنما ذكرنا من رأيناه ومات.
وأما من أخبر عنهم المشايخ ولم نرهم فما تحصيهم، وأما من أخبرتا عنهم المشايخ كالشيخة التي وردت إلى ثغر الإسكندرية، امرأة شيخة كان عمرها ثمانين سنة، وكانت كأنها الشمس الضاحية من الحسن، وكانت بنثا بكرا، وخطبها الشيخ تاج الدين بن الرماح فلم تفعل.
قال الشيخ: فسألتها عن سبب خروجها، قالت: كان أبي ملكا، فخرجنا إلى بستان للفرجة، فوقفت تحت شجرق، فسمعث كا ورقة فيها تسبخ الله تعالى بلغة غير لغة الورقة الأخرى، فمن ثم ما رجعث إلى ملك أبي إلى الساعة، فقلت لهاء لم لا تتزوجي؟ فقالت: إني حححث البيت، وسألث الله تعالى ألا يجعلني لمن لا يستحقني، فكفاني مؤنة ذلك فقلت هاء كيف رأيت مشايخ الغرب؟ فقالت خضت بحر معرفة الجميع فما وصلوا بي إلى الوكب.
فقلت: بماذا؟ فقالت: إني أدخل على الشيخ فيراني بمحل امرأة ويرى نفسه بمحل رجل والمعايي ما فيها ذكورية ولا أنوثية فمن ثم يسقط - فقلت هاء كيف أنا عندك؟ فقالت: من جملة القش، فقلت لهاء هذا الشيخ تاج الدين بن الرماح رحل عظيم القدر، وذكرت لها من صفاته ما ذكرت، فقالت لي: صدقت، لكن إذا كان بزازا تطلب عنده خرقة طرح، وما يوجد عنده ذلك الطرح الذي قصدته عنده يلزم من هذا ألا يكون بزازا، قلت: لا، قالت: فإن حاجتي ما وجدتها عنده، وإنما ذكرنا ذلك لأجل خروجها من بلدها.
ومن الأعجام جماعة خرجوا ولم يعودوا إلى بلادهم، ومنهم الشيخ محمود الأصفهاني، كان رجلأ صالحا خرج عن أهله ومن بلده ولم يعد، ومات بالبحر المالح بناحية عيذاب، وهو متوجه إلى الحجاز: ومنهم الشيخ أبو بكر، وهو الآن حي بقوص، وجمغ لا أحصيهم ممن خرج من دياره وأهله وماله،
Bogga 115