============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ومن الناس من يدفع الظالم عن نفسه، لا سيما إن كان آميز منه عند ولاة الامور، ولا يقدر يدفع هؤلاء الذين يتشبهون بذي الصلاح، وهم أظلم من الظلمة؛ إذ يخجلونه ويجبرونه ويخشى على عرضه من كلامهم عليه عند غيره من الأكابر، بل إن ولاة الأمور مظلومون معهم، لأهم يجاهوفم بالكلام وبالتخجيل، ويخشون من قبح الاحدوث، وأن يقال ما أعطى الملك الفقير شيئا، أو ما أعطاه إلا شيئا قليلا، وكذلك الأمير وكل من له رتبة، ولسنا نتكلم في هذا الباب ولا هو من قصدنا، إلا لوقوع الكلام وتبيين المباح في السؤال من الحرام، ليعلم السائل ما يطلب والمسئول ما يعطي: ووصف الفقراء آيضا ثانيا ومن كان من قبلهم ومن جاء من بعدهم فقال تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله آؤلئك هم الصتادقون 3 والذين تبوهوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إلئهم ولا يجذون في صذورهم حاجة نما آوتوا ويؤثرون على آنفسهم ولؤ كان هم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأؤلئك هم المفلحون 3 والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبهونا بالإيمان ولا تحعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ركنا إنك رموف رحيم} [ الحشر: 8-10] .
فلينظر الفقير صفته في كتاب الله كل في اسم الفقراء ووصفهم، وفيمن تقدمهم ومن تأخر عنهم، فقد وصفهم له، وليعرض آخلاقه على القرآن بوصف الصدق كما وصفه الله تعالى فيه، فمن هنا يعلم نفسه من آي الأوصاف التي وصف الله تعالى هل هو متصف بذلك أم لا؟ فإن كان عريا من ذلك فليعمل على الاتصاف ولا يدعي ما ليس له، ولا يحب آن يحمد بما لا يفعل فقد ذم الله تعالى من كان هذا الوصف وتواعده بالعذاب الاليم ولا يدخل أيضا في يوصف الظلمة بالكذب على الله تعالى لقوله تعالى: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شية} [الأنعام: .[93 فإنه لا يكون أظلم منه، وليفقه معنى قوله تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا} [الحشر: 8.
ف السادة الصوف وفية عن الونيالربهم
Bogga 113