137

Waayaha Aqoonyahannada iyo Wararka Caruurta Zaman

وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان

Tifaftire

إحسان عباس

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

٥٩ - (١)
المنازي الكاتب
أبو نصر احمد بن يوسف السليكي المنازي الكاتب؛ كان من أعيان الفضلاء وأماثل الشعراء، وزرلأ بي نصر أحمد بن مروان الكردي، صاحب ميافارقين وديار بكر - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى -. وكان فاضلًا شاعرًا كافيًا، وترسل إلى القسطنطينية مرارًا، وجمع كتبًا كثيرة ثم وقفها على جامع ميافارقين وجامع آمد، وهي إلى الآن موجودة بخزائن الجامعين، ومعروفة بكتب المنازي. وكان قد اجتمع بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان، فشكا أبو العلاء إليه حاله، وأنه منقطع عن الناس وهم يؤذنه، فقال: مالهم ولك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فقال أبو العلاء: والآخرة أيضًا! وجعل يكررها، ويتألم لذلك، وأطرق فلم يكلمه إلى أن قام، وكان قد اجتاز في بعض أسفاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنه وما هو عليه، فعمل فيه هذه الأبيات (٢):
وقانا لفحه الرمضاء واد ... وقاه مضاعف النبت (٣) العميم
نزلنا دوحه فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيم
وأرشفنا على ظمإ زلالًا ... ألذ من المدامة للنديم

(١) للمنازي ذكر في العبر ٣: ١٨٧ والشذرات ٣: ٢٥٩ وترجمة في الوافي ٨، الورقة: ١٣١ ومعجم البلدان: (منازجرد) .
(٢) أكثر المشارقة على أن هذه الأبيات للمنازي ولكن الأندلسيين ينسبونها إلى الشاعرة حمدونة بنت زياد؛ نقل صاحب النفح عن الرعيني قوله: " إن مؤرخي بلادنا نسبوها لحمدة من قبل أن يوجد المنازي الذي ينسبها له أهل المشرق ". وحكى ابن النديم في تاريخ حلب أن المنازي أنشدها لأبي العلاء فكان كلما أنشد مصراعًا سبقه ابو العلاء إلى الثاني (النفح ٤: ٢٨٨ - ٢٨٩ ط. صادر) .
(٣) ج: الغيث.

1 / 143