Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Baare
مصطفى عبد القادر عطا
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1408هـ-1988م
Goobta Daabacaadda
بيروت / لبنان
عن ابن عباس قال : لما أسر العباس وطلب منه الفداء قال : ليس لي مال . | فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أم الفضل وليس معكما أحد ، وقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا وأنتم كذا ولعبدالله كذا ) . | قال : والذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرك ، وإني أعلم أنك رسول الله . | وقد روى محمد بن إسحاق : أن عمير بن وهب جلس مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر بيسير وهو في الحجر . | وكان عمير من شياطين قريش ، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة ، وكان ابنه وهب ابن عمير في أسارى بدر ، فذكر أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان : والله ما في العيش بعده من خير . | فقال له عمير : صدقت والله ، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي فيهم علة ، ابني أسير في أيديهم . | فقال صفوان : فعلي دينك أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي أسوتهم كأسوتهم . | قال عمير : فاكتم علي شأني وشأنك . | قال : أفعل . | ثم إن عميرا أمر بسيفه فشحذ وسم ، ثم انطلق حتى قدم المدينة ، فرآه عمر قد أناخ بعيره على باب المسجد متوشحا السيف ، فقال : هذا عدو الله عمير قد جاء ما جاء إلا لشر ، وهو الذي حرش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر . | ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحا سيفه . | قال : ( فأدخله علي ) . فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال لرجال من الأنصار : ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاجلسوا عنده ، واحذروا هذا الخبيث عليه ، فإنه غير مأمون . | ثم دخل به عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال : ( أرسله يا عمر ، ادن يا عمير ) . | فدنا ثم قال : انعم صباحا ، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم . | فقال رسول الله : ( قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، السلام تحية أهل الجنة ، ما جاء بك يا عمير ؟ ) . | قال : جئت في فداء أسير لي في أيديكم فأحسنوا إليه . | قال : ( فما بال السيف في عنقك ؟ ) . | قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت شيئا . | قال : ( اصدقني في الذي جئت له ) . | قال : ما جئت إلا لذلك . | فقال : ( بل قعدت أنت وصفوان في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين علي ولي عيال لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك على أن تقتلني ، والله حائل بيني وبينك ) . | فقال عمير : أشهد أنك رسول الله قد كنا نكذبك ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق . ثم تشهد شهادة الحق . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فقهوا أخاكم في دينه ، وعلموه القرآن ، وأطلقوا له أسيره ) . ففعلوا . | ثم قال : يا رسول الله ، إني كنت جاهدا في إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله ، وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة ، فأدعوهم إلى الله وإلى دين الإسلام ، لعل الله أن يهديهم ، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحابك . | فأذن له ، فلحق بمكة ، وكان صفوان حين خرج عمير يقول لقريش : أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر . | وكان صفوان يسأل عنه الركبان ، حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه ، فحلف أن لا يكلمه أبدا ، ولا ينفعه بنفع أبدا . | فلما قدم مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه ، فأسلم على يديه ناس . | قال المصنف : | قال أبو الوفا بن عقيل : إقدام الرسول صلى الله عليه وسلم على الإعلام بالغائبات والمستقبلات فيه مخاطرة عظيمة ، لأن الأسود ومسيلمة فضحهما تخمينهما ، فخرج الخبر على خلاف ما أخبرا به . | ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : { س 111 ش 3 سيصلى صلى الله عليه وسلم
1648 ; نارا ذات لهب } | ( المسد : 3 ) | فلو أنه أسلم كان في هذا ما فيه ، وإنما طالع العواقب ، وذلك دليل على أنه كان شديد الثقة ، فالحمد لله الذي ثبته على ذلك ، وأنه بان لا يخاف أن ينهدم بأمور توجب التهم ، وإنما هو صادر عن قادر على الإتمام . |
Bogga 324