Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Baare
مصطفى عبد القادر عطا
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1408هـ-1988م
Goobta Daabacaadda
بيروت / لبنان
عن أبي بكر الصديق قال : مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة ، فتلقاه الناس فخرجوا في الطرق وعلى الأباعر ، واشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون : الله أكبر جاء رسول الله ، جاء محمد . | قال : وتنازع القوم أيهم ينزل عليه . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنزل الليلة على بني النجار ، أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك ) . | فلما أصبح غدا حيث أمر . | قلت : بيان الخؤولة أن هاشما تزوج امرأة من بني عدي بن النجار ، فولدت له عبد المطلب . | وقد ذكرنا في حديث عائشة آنفا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في بني عمرو بن عوف وهم أهل قباء . | قال ابن إسحاق : فنزل على كلثوم بن الهدم أخي بني عمرو بن عوف ، وقيل : نزل على سعد بن خيثمة ، وذلك أنه كان عزبا لا أهل له . | فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ، ويوم الثلاثاء ، ويوم الأربعاء ، ويوم الخميس ، وأسس مسجدهم ، ثم خرج عنهم يوم الجمعة . | وقيل : مكث فيهم بضعة عشر يوما . | ثم ركب ناقته ، وأرخى لها الزمام ، فجعلت لا تمر بدار من دور الأنصار إلا دعاه أهلها إلى النزول عندهم وقالوا : هلم يا رسول الله إلى العدد والعدة ، فيقول لهم : ( خلوا زمامها فإنها مأمورة ) . | حتى انتهى إلى موضع مسجده اليوم ، فبركت على باب المسجد ، وهو يومئذ مربد ، فلم ينزل عنها ، فوثبت فسارت غير بعيد ، ثم رجعت إلى مبركها الأول فبركت فيه ، ووضعت جرانها ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتمل أبو أيوب رحله . | فنزل على أبي أيوب فأقام عنده حتى بنى مسجده ومساكنه . | وقال الواقدي عن أشياخه : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام ببني عمرو بن عوف ، فلما كان يوم الجمعة ارتفاع النهار دعا براحلته ، وركب والناس معه عن يمينه ويساره ، فاعترضته الأنصار لا يمر إلا قالوا : هلم يا نبي الله إلى القوة والمنعة ، فيقول لهم خيرا ويقول : ( إنها مأمورة ) . | فبركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو أيوب فحط رحله وأدخله منزله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرء مع رحله ) . | وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته فكانت عنده . | وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة والأربعة يتناوبون ، حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبي أيوب . | وكان مقامه فيه سبعة أشهر . | وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ، وأبا رافع إلى مكة وأعطاهما خمسمائة درهم وبعيرين ، فقدما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه ، وسودة زوجته وأسامة بن زيد . | وخرج عبدالله بن أبي بكر معهم بعيال أبي بكر فيهم عائشة . | فلما قدموا المدينة أنزلهم في بيت جارية بن النعمان . | قال محمد بن حبيب الهاشمي : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل قباء على كلثوم ، وكان يتحدث في منزل سعد بن خيثمة وسمي منزل العزاب ، وركب من قباء يوم الجمعة يؤم المدينة فجمع في بني سالم ، وكانت أول جمعة جمعها في الإسلام . |
2 ( الباب العاشر | في ذكر فرح أهل المدينة بقدومه ) 2
عن أنس قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة بحرابها فرحا بذلك .
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجوار من الأنصار ، وهن يتغنين يقلن : | نحن جوار من بني النجار | وحبذا محمد من جار | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله يعلم أني أحبكم ) .
Bogga 253