Wafa Bi Ahwal Mustafa

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
180

Wafa Bi Ahwal Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Baare

مصطفى عبد القادر عطا

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408هـ-1988م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : بينا نحن جلوس في بيت أبي بكر في حر الظهيرة قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها . | قال أبو بكر : فداء له أبي وأمي ، ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر . | قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له . | فدخل فقال لأبي بكر : ( أخرج من عندك ) . | فقال أبو بكر : إنما هم أهلك يا رسول الله . | قال : ( فإني قد أذن لي في الخروج ) . | فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله | قال : ( نعم ) . | قال : فخذ إحدى راحلتي هاتين . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بالثمن ) . | قالت عائشة : فجهزناهما أحب الجهاز ، ووضعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به فم الجراب ، فبذلك سميت ذات النطاقين . | قالت : ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور فمكثا فيه ثلاث ليال . | يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب ثقف لقن ، فيدلج من عندهما بسحر ، فيصبح مع قريش كبائت ، فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام . | ويرعى عليهما عمر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما ، حتى تذهب ساعة من العشاء ، فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ، حتى ينعق بها عامر بن فهيره بغلس ، يفعل ذلك في كل ليلة من الليالي الثلاث . | واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ( رجلا ) من بني الديل ، وهو على دين كفار قريش فأمناه ، ودفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما . | وقد روينا عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أبا بكر لما أراد أن يخرج ، فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ، ثم عمدا إلى جبل ثور . | وروي الواقدي ، عن أشياخه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمنزل أبي بكر إلى الليل ، ثم خرجا إلى الغار . | وكان خروجهما وقد بقي من صفر ثلاث ليال . |

2 ( الباب الثاني | في ذكر ما جرى في الغار ) 2

عن أنس أن أبا بكر حدثه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا . | فقال : ( يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) . | أخرجاه في الصحيحين .

Bogga 238