عن قتادة { وكانوا يستفتحون على الذين كفروا } . | قال : كانت يهود تستفتح بمحمد صلى الله عليه وسلم على كفار العرب ، كانوا يقولون : اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة ، نعذبهم ونقتلهم . | فلما بعث من غيرهم كفروا به حسدا للعرب . | وقال المغيرة بن شعبة : إنه دخل على المقوقس ، وإنه قال له : إن محمدا نبي مرسل ، ولو أصاب القبط والروم اتبعوه . | قال المغيرة : فأقمت بالإسكندرية لا أعد كنيسة إلا دخلتها وسألت أساقفها من قبطها ورومها عما يجدون من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان أسقف من القبط هو رأس كنيسة أبي يحنس ، كانوا يأتونه بمرضاهم فيدعو لهم ، لم أر أحدا قط يصلي الصلوات الخمس أشد اجتهادا منه . | فقلت : أخبرني هل بقي أحد من الأنبياء ؟ . | قال : نعم ، وهو آخر الأنبياء ، ليس بينه وبين عيسى بن مريم أحد ، وهو نبي قد أمرنا عيسى باتباعه ، وهو النبي الأمي العربي ، اسمه أحمد ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، في عينيه حمرة وليس بالأبيض ولا بالآدم ، سيفه على عاتقه ولا يبالي من لاقى ، يباشر القتال بنفسه . ومعه أصحابه يفدونه بأنفسهم ، هم له أشد حبا من أولادهم وآبائهم ، يخرج من أرض القرظ ومن حرم يأتي إلى حرم ، ويهاجر إلى أرض ذات سباخ ونخل ، يدين بدين إبراهيم عليه السلام ، | قال المغيرة بن شعبة : زدني في صفته . | قال : يأتزر على وسطه ، ويغسل أطرافه ، ويخص بما لا يخص به الأنبياء قبله . | كان النبي يبعث إلى قومه وبعث إلى الناس كافة ، وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا أينما أدركته الصلاة تيمم ويصلي ، ومن كان قبله مشدد عليه لا يصلون إلا في الكنائس والبيع . | ثم إن المغيرة جاء فأسلم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع ذلك ، فأعجبه أن يسمعه أصحابه . قال : فكنت أحدثهم ذلك في اليومين والثلاثة . | وروي : أن ورقة بن نوفل ، وزيد بن سعيد خرجا يلتمسان الدين ، حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد : من أين أقبلت ؟ . | فقال : من بيت إبراهيم . | قال : وما تلتمس ؟ | قال : ألتمس الدين . | قال : ارجع ، فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك . | فرجع وهو يقول : | لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا .
Bogga 39