قالت: «لقد عرفت الآن كيف تكتب الكتاب، فليس يكلفك ذلك أكثر من أن تكتب ما تشعر به مبتعدا عن الكذب، وعن الحقائق التافهة!»
وهذه أيها السادة هي وظيفة الخطيب تماما. •••
وفي إحدى روايات «موليير» نرى أحد المولعين بالدرس - على كبر - يشرح له معلمه النظم والنثر، فيقول له: «النظم هو الكلام الموزون المقفى.»
فيسأله: «وما النثر؟» فيقول له: «هو ما تتكلمه الآن.»
فيقول: «وا عجبا، إذن فأنا أتكلم النثر أربعين سنة وأنا لا أدري!» •••
ولعل أكثركم سيدهش أيضا حين أقول له إنك كثيرا ما تكون خطيبا - عن غير قصد منك - وإنك تكون واعظا بليغا كلما قصصت على إخوانك أو أهلك أو طلبتك قصة بليغة ذات مغزى حكيم!
ولعل أيسر وأبلغ طريقة يتبعها الواعظ - في بيته وطريقه وعلى منبره - هي ضرب الأمثال ورواية القصص.
ولقد فرغ علماء التربية من التدليل على أهمية الأمثال والقصص، وقد سبقهم القرآن الكريم إلى ذلك فقال:
وتلك الأمثال نضربها للناس
وقال:
Bog aan la aqoon