قال أبو بكر: أشتري منك هذا الرجل، واحتكم في ثمنه.
قال أمية وقد ضجر ببلال وتأديبه وتعذيبه: قد فعلت، فأد إلي ثمنه سبع أواق.
قال أبو بكر: فخل سبيله ورح معي حيث أؤدي إليك مالك.
قال أمية: أد إلي مالي أخل عنه.
قال أبو بكر: ويحك يا أمية! متى عهدتني ألتوي عليك بالدين؟!
قال أمية وقد استحيا: صدقت، خذ غلامك وأرسل إلي ثمنه متى شئت.
قال أبو بكر: إنما هي روحتي إلى أهلي، ثم يؤدى مالك إليك.
وأخذ أبو بكر بلالا من يده فانطلق به إلى داره، وهنالك رفق به وخفف عنه بعض ما وجد من الضر، وأرسل إلى أمية ماله، وتلبث في داره يرفق ببلال ويتحدث إليه، ويقرأ عليه من آيات الذكر، حتى إذا عاد رسوله، وعرف أبو بكر أن أمية قد قبض ماله التفت إلى بلال وابتسم له وقال: انطلق بلال، فأنت حر.
وأمسى أبو بكر، فلقي رسول الله وأنبأه بما رأى من فتنة بلال، وبأنه لم يستطع أن يستنقذه حتى اشتراه. قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «الشركة يا أبا بكر.»
Bog aan la aqoon