وقالوا لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا } (¬1) وقالوا: { ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } (¬2) أي قالوا: غرنا (¬3) الله ورسوله وكان يعدنا كنوز كسرى وقيصر، ونحن لا يقدر أحدنا أن يخرج إلى حاجة الإنسان لشدة حصران الأحزاب لهم في المدينة.
وقال المؤمنين: { وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } (¬4) فأخبر الله تعالى عن ضمائر المنافقين وضمائر المسلمين. ومنهم: الذين { اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا [بين المؤمنين] (¬5) } ضرا للمسلمين وحرسا (¬6) لليهود وحمية كانت لهم في الجاهلية، واتخاذا لجاه عندهم. بهذا اخبر الله عن المنافقين في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - . وقال[رسول الله] (¬7) - صلى الله عليه وسلم - : (ثلاث (¬8) من كن فيه فهو منافق: من إذا حدث كذب وإذا/[21] أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف (¬9) (¬10) ومثل هذا من الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير في المنافق. فليس هو كما قال من قال: إن النفاق هو إظهار التوحيد وكتمان الشرك. وجعلوا النفاق شركا لا يتم إلا (¬11) بالتوحيد. ولم نعلم شيئا يكون مثل هذا، شيء لا يتم إلا بضده وخلافه، ولا يتم بأحدهما دون الآخر مينا (¬12)
¬__________
(¬1) 45) سورة المنافقون: 07
(¬2) 46) سورة الأحزاب: 12
(¬3) 47) في ت، ج، ح، ر: أغرنا وهو غير سليم.
(¬4) 48) سورة الأحزاب: 22
(¬5) 49) سورة التوبة: 107. وما بين المعقوفتين زيادة من بقية النسخ.
(¬6) 50) في بقية النسخ: حرصا. وهو تصحيف.
(¬7) 51) + من ب.
(¬8) 52) - من ب.
(¬9) 53) ت، ج، ح: خلف، وما أثبتناه من بقية النسخ.
(¬10) 54) انظر الحديث في البخاري: إيمان، 24، أدب 69. مسلم بن الحجاج: إيمان 107، 109. مسند الربيع بن حبيب: 4/266.
(¬11) 55) - من م.
(¬12) 56) المين هو الكذب: قال عدي بن زيد:
فقددت الأديم لراهشيه ** وألفن قولها كذبا ومينا.
وجمع المين ميون. ومان يمين مينا: كذب، فهو مائن أي كاذب، ورجل ميون وميان كذاب. وود فلان متماين، وفلان متماين الود إذا كان غير صادق قال الشاعر:
رويد عليا جد ما ثدي أمهم ** إلينا، ولكن ودهم متماين .
انظر لسان العرب، مادة «مين».
Bogga 87