118

وبعضهم يثبتون عذاب القبر، ويروون ذلك عن جابر بن زيد (¬1) ، وعائشة رضي الله عنهما. ولعل معنى هذا في الآخرة كما قال/[61] في الشهداء: { بل أحياء عند ربهم يرزقون } (¬2) واحتجوا بقول الناس أنهم يسمونه من أهل القبر إذا أشرف على الموت. ويسمون الميت من أهل الآخرة، لأنه انقطع من الدنيا عمله وسعيه كما قال الله تعالى { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله } (¬3) . يعني سيرزقون ويحيون في الآخرة، ويستبشرون فيها، ردا لقول (¬4) المشركين إذ (¬5) قالوا للمسلمين: قتلتم أنفسكم باطلا: لا جنة تحيون فيها ولا نارا تتقون ألمها. فنسبهم الله إلى ما إليه تصير عاقبتهم: لأن كل ما هو آت قريب عند الله كأنه أتى وجاء.

اختلف الناس فيمن أكل الحرام، هل أكل رزقه أم لا ؟.

¬__________

(¬1) قد ترجمنا له سابقا فانظره في مكانه.

(¬2) سورة آل عمران: 169.

(¬3) سورة آل عمران: 169، 170.

(¬4) ج: على.

(¬5) ج: تزيد، إذ.

Bogga 165