وهم طبقة تقع وفياتهم في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري.

ويشهد لصنيع القاضي عياض أن شيوخ ابن حارث تقع وفياتهم بين (ت٣١٩هـ) و(ت٣٣٤هـ)، في حين تتراوح سنوات وفيات أقرانه بين (ت٣٥٢هـ) و(ت٣٩٠هـ)، كما سيأتي.

ومن خلال ما ذكر في المصادر من أن ابن حارث ((قدم الأندلس حدَثًاً، سنة إحدى عشرة))، كما عند عياض^(١)، والدباغ^(٢)، أو سنة (٣١٢هـ)، كما عند ابن فرحون^(٣)، أو سنة (٣١٠هـ)، كما عند مخلوف^(٤)، فإن ولادته ستكون في أواخر القرن الثالث الهجري.

وإذا استعنا بقول ابن حارث في حق ربيع القطان المزداد سنة (٢٨٨هـ): ((كان صاحبي في كل مجلس حضرت، ومساعدي في علم طلبت، وديوان درست))^(٥). فإننا سنرجح أن ابن حارث من أبناء ثمانينيات أو أوائل تسعينيات القرن الثالث، بالنظر إلى أن ما ذكره ابن حارث من صحبته مع ربيع القطان في الطلب، يوحي بقوة أنه قريب منه في السن. والله أعلم.

وأما ما ذكره بعضهم من أن ابن حارث ((رحل وعمره اثنا عشر عاماً))^(٦)، فمحل شك، قال محفوظ: ((وهذا محل نظر، بل الغالب على الظن أنه عندما انتقل إلى الأندلس لا تقل سنه عن العشرين؛ لأن تراجمه للعلماء الأفارقة تدل على معرفة