وهناك أسطورة حبشية تدخل في صلب الاعتقادات الدينية الحبشية تقول: إن سلسلة أباطرة الحبشة هم نسل الأنثى الشمسية «ماكد» المعروفة في الأساطير باسم «بلقيس» ملكة اليمن، بعد أن ضاجعها إله القمر «حكيم»، المعروف في الأساطير باسم «سليمان»
37
مع ملاحظة أنه كان هناك تواصل دائم بين بلاد اليمن وبلاد الحبشة، نتيجة للتقارب الجغرافي والتبادل التجاري. والأسطورة تشير بوضوح إلى الاعتقاد في نوع من العبادة الجنسية، ناهيك عن كون الآلهة اليمنية تشكل ثالوثا يقوم فيه الجنس بدور رئيسي ، حتى تكتمل أضلاع الثالوث.
ورغم كل هذه الشواهد فإنها لا تضع الاقتراح بوجود عبادة جنسية في الجنوب اليمني موضع اليقين قدر وضعه موضع الترجيح، فإن لدينا كثيرا من الشواهد التي يمكننا بها دعم هذا الاقتراح دعما قويا، وسيأتي ذكرها في حينه. (6) إلى مكة
من المعروف أنه بعد انهيار مركز اليمن السعيد التجاري، ودمار سد مأرب الشهير، نزحت القبائل اليمنية نحو الشمال؛ لتستقر في أنحاء من بلاد العرب، واستقرت أكبرها «خزاعة» في المنطقة التي أصبحت تعرف باسم مكة.
38
ومن الطبيعي أن تحمل هذه القبائل في رحلها معتقداتها وآلهتها وطقوسها الدينية، ومن الطبيعي أيضا أن يرحل «رب البيت» مع أصحابه ليتقدس له بيت جديد على الأرض في مكة!
وقد لاحظت الباحثة اليمنية «ثريا منقوش» التشابه بين ما اعتقدت أنه إله قمري لسبأ باسم «المقة» وبين «مكة»، وربطت بين الاثنين في ضوء ما جاء عند «ابن طيفور المصري» و«القيرواني» عن بعض أهل اليمن ولكنهم القاف كافا، وما جاء على لسان النبي «محمد»
صلى الله عليه وسلم
حول الفقه اليماني والحكمة اليمانية، لتصل من ملاحظاتها إلى أن أهل اليمن هم أصل التوحيد الذي جاء بعد ذلك في الدين الإسلامي، وأتصور أنه بعد جهدنا في التعامل مع الاسم «المقة»، يمكن أن تكون ملاحظة الباحثة حول التشابه بين «المقة» و«مكة» قد تدعمت بشكل كاف، كما أن تعاملنا الآتي مع الطقوس التي صاحبت البيت المكي الحجازي، سيضيف إلى «منقوش» مزيدا من الدعم والأسانيد، في احتمالها أن يكون «مكة» الحجازي هو «المقة» اليمني، وخاصة مع ما جاء عند «المسعودي» عن البيت الإلهي الحجازي أنه خطط أصلا لعبادة الكواكب السيارة.
Bog aan la aqoon