ويعد أشهر آلهة اليمن، فقد ورد اسمه في النقوش المكتشفة حتى عهد قريب أكثر من ألف مرة.
22
ويقول الباحثون: إن الاسم يعني اللامع أو الثاقب، لكننا نرى أن هذا الاسم الغريب يحتاج جهدا آخر في التعامل معه.
ووجه الغرابة - في نظرنا - يكمن في أمرين: الأمر الأول يتعلق ب «الألف واللام، ال» في بداية «المقة»، ونحن نعلم أن أداة التعريف في العربية الشمالية هي «الهاء، ه» في أول الكلمة، مثل «هبعل» أي الإله «بعل»، وكانت في العربية الجنوبية هي «النون، ن» تضاف إلى نهاية الكلمة مثل «رحمنن» أي الرحمن، فما دلالة الألف واللام في اسم «المقة»؟
والأمر الثاني يتعلق بالتاء الأخيرة في «المقة»، والتاء في العربية القديمة، شمالية وجنوبية، كانت تضاف آخر اللفظة للتأنيث، بينما نفهم من النصوص السبئية أن «المقة» إله ذكر، قال الباحثون إنه إله القمر السبئي، فما حكمة إضافة تاء التأنيث لاسم علم يدل على إله ذكر؟
ولنبدأ بالمشكلة الأولى: «الألف واللام، ال»، وأظنني وجدت حلها فيما أشار إليه «موسكاتي» عن شخصية إلهية غامضة تسمى «إل»،
23
وقد كان «إل» اسما إلهيا في بلاد الرافدين وبلاد الشام القديمة، وهو فيما يؤكد لنا «د. جواد علي ونولدكه وآخرون»، كان إلها ساميا معروفا في كل العبادات السامية
24
إلا أنهم لم يوضحوا لنا دلالته بشكل صريح، كذلك يؤكد لنا «ديتلف نيلس» أن معبودا باسم «إل» كان معروفا في كل بقاع جزيرة العرب، ويرى أنه كان اسما ذا دلالة عامة، يستعمل كبديل لكل اسم إلهي في حديث الغائب، فيقال «إل كذا» ويتبع «إل» اسم الإله المقصود ، ويضيف «نيلسن» أن «إل» ورد كعلم لإله خاص في النقوش السبئية والقتبانية،
Bog aan la aqoon