44
وألفت نظر قارئي إلى أن هذه الصفة (غير متزوجة وغير عفيفة) إنما كانت صفة الأنثى في المجتمع الأمومي الأول، حيث لم يكن قد اخترع نظام الزواج بعد.
والملاحظ أن هذا الطقس - الذي تمجه أعرافنا اليوم - كان عملا مقدسا سمي
Sacred Protitution
قصد به تحريض القوى الإخصابية في الأرض الأم، اعتمادا على مبدأ السحر التشاكلي، إذ الشبيه ينتج الشبيه.
وبمرور الزمن، وتأكيد سيادة الذكور التي تتميز بالغيرة، بدأت محاولات للتحايل (ما نسميه اليوم التأويل) من أجل تخفيف هذا القربان، فكان أن شكلت طبقة خاصة من النساء ليقمن بهذا الطقس القرباني، فأصبحن ضحية وفداء لبقية النساء، إلا أن ذلك لم يكن عارا بل شرفا عظيما نالته هؤلاء النسوة، فلقبوهن «بالعشتاريات
lshtaritu » المشتق من «عشتار».
ويقول «فاضل عبد الواحد»: إن هؤلاء «العشتاريات» أصبحن كاهنات المعابد وأنهن كن من بنات العائلات المالكة والنبلاء.
45
ويذكر «فريزر»: أن إحداهن - ويبدو أنها الكاهنة الكبرى - كانت تنام دائما على سرير الإله «بعل» أو «مردوخ». وكان معتقدا أن الإله اصطفاها من بين نساء بابل كلهن ليضاجعها في سريره
Bog aan la aqoon