وجاء التصديق من النبي
صلى الله عليه وسلم
على هذا الوصف لجبريل وطائفته، في قول النبي عن ابن عباس: «صدق أمية في قوله.»
48 (6) الزهرة في بلاد العرب
أصبح من المسلم به إذن أن العرب قبل الإسلام قد عرفوا عبادة كوكب الزهرة، لكن المشكلة التي نواجهها الآن فيما بين أيدينا من مصادر تتضارب فيها الآراء هي: هل كان للزهرة علاقة بالربات الثلاث المعبودات في الجاهلية: اللات ومناة والعزى؟ وإذا كانت هناك علاقة، فأي الربات الثلاث كانت تمثل كوكب الزهرة؟
يعد «فلهاوزن» من بين أكثر المستشرقين اهتماما بعقائد شبه الجزيرة، وكان له اهتمام خاص بالإلهة العربية «العزى»، وهو ينقل عن المؤرخ الروماني «بروكيبوس» المتوفى 562م، أن «العزى» العربية هي نفسها الإلهة «أفروديت»، وأن ذلك قد ورد صراحة من قبل في قول مؤرخ سرياني مرتين،
49
ولما كنا قد عرفنا آنفا أن «أفروديت» هو الاسم الروماني لربة الزهرة، فيكون مقصد «فلهاوزن» أن الزهرة هي العزى العربية، ونظرا لما يتمتع به هذا الرأي من وجاهة - في رأينا - فإننا بالتقصي يمكن أن نجد كثيرا مما يؤيد رأي «فلهاوزن»، وإليك بعض ما وجدناه أو استنتجناه مما ورد في المصادر من مؤيدات، سواء بطريق مباشر أم بطريق غير مباشر أم مقصود: (1)
جاء في قول «إسحاق الأنطاكي - ق 5ق» أن العرب كانوا في هذا الوقت يعبدون من تسمى «بلتي»، كما يقول «علي» في معجمه (4280) هي الزهرة (فينوس في النطق اليوناني) وهي عنده تحمل أيضا اسم العزى.
50
Bog aan la aqoon