Ustura Wa Turath

Sayyid Qimni d. 1443 AH
154

Ustura Wa Turath

الأسطورة والتراث

Noocyada

أما المكتشفات الآثارية في تل شمرا (مدينة أوجاريت الكنعانية القديمة)، فقد كشفت لنا في ملاحمها المتعددة عن عبادة الإله «إيل» كسيد للآلهة، وخالق للبشر، وأنه كان معروفا على نطاق واسع في هذه المنطقة، وتصفه ملحمة «البعل» بأنه خالق الكائنات، رفيع المقام، مقامه عند نبع النهرين، قرب أفقا، أبو الزمن والسنين، لطفان «أي كثير اللطف» ... إلخ.

60

لكن، كما سبق أن أشرنا، جدت ظروف أدت إلى مستجدات في جوهر الاعتقاد اليهودي، فحل الجدب بأرض كنعان، مما اضطر القبيلة العبرية أن تهبط مصر، مع واحد من بني إسرائيل هو «يوسف»، حيث عاشوا أو عاثوا هناك زمنا، خرجوا بعده بقيادة سليل إسرائيل العتيد «موسى» النبي، وتحت راية إله جديد، غلبت عليه العناصر الرعوية هو «يهوه» أو «جاهوفاه»، وإن ظلت فيه علامات زراعية خصيبة لم يستطع التخلص منها بحكم تأثير الوسط البيئي المصري في اليهود. وقد أصبح «يهوه» هو إله اليهود القومي طوال تاريخهم بعد ذلك، ويبدو أنه جاء كرد فعل للاضطهاد المصري. وقد وضحت بدويته في مجموعة سمات «لا مجال لسردها هنا». وكان أبرزها ما أوردناه من شرائع الحرب، وقد أدى ظهور «يهوه» إلى انتهاء «إل» تماما، وتحوله إلى رمز وعلم قديم أدمج في «يهوه» نهائيا، إضافة إلى أن بني عابر لم يعودوا في هذا الطور بحاجة لممالأة آلهة المنطقة، بعدما تيسر لهم جهاز الردع وتحولوا بكاملهم إلى مؤسسة عسكرية متحركة إلى كنعان، فجاء «يهوه» متسقا مع طبيعة المرحلة والعنصر، مع ملاحظة أن التوراة تقول: إن «موسى» قد التقى بهذا الإله خارج مصر، وفي منطقة من البوادي أسمتها «مديان». (8) أسطورة المسيح الملك

إنهم يقولون عنك يا أوزيريس:

لو أنك ترحل إلا أنك تستيقظ ثانية

ولو أنك تموت إلا أنك تبعث مرة ثانية

قف، انهض،

إن إيزيس تحبك!

متون الأهرام

وكل ما أسلفناه من نصوص توراتية، يضمه كتاب مقدس واحد من الأناجيل المسيحية، يؤمن به المسيحيون كمقدس واحد على الدرجة نفسها من القدسية، تأسيسا على قول المسيح: «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل» (متى، 5: 17)، مقررا بذلك أنه جاء مصدقا للتوراة وسيرة الأنبياء اليهود فيها، وأنه إنما هو متمم فقط، وهو أمر كان له دوره الخطير في دخول الإسرائيليات كعمد أساسية للإيمان المسيحي، حتى إن «المسيح» نفسه لم يتعرض، لا بالشرح ولا التعليق، حول قصص الخلق، أو الطوفان، أو غيرها من قصص التوراة، بحسبانها مقررات صادقة مسلما بها، وطلب من المؤمنين الرجوع إليها في التوراة؛ لذلك ظلت الأناجيل جميعا قصة حياة وموت وقيام المسيح، ومعنى الخطيئة والفداء وما ارتبط بهما من عقائد وطقوس. وقد كانت بدورها تراثا من الثقافة القديمة للمنطقة، ظل حيا وقائما إلى زمن المسيح، حتى وقع في يد اليهود فاقتنصوه، وانهالوا عليه تهويدا، حتى صار تراثا لبيت داود «ولا نعلم لماذا يبحث المسيحيون في التراث اليهودي، أو المهود عن النبوءات بقدوم المسيح، ويربطون التوراة بالأناجيل لما فيها من هذه النبوءات، بينما كان عليهم أن يبحثوا عن ذلك في المصادر الأصيلة في تراث المنطقة، التي انتهت وصبت جميعا عند المسيح، أو لماذا التقليد ولدينا الأصل، أو لماذا المهود ولدينا الوطني الأصيل، نكتشف فيه ما نريد من نبوءات».

Bog aan la aqoon