Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Noocyada
وكان سلاحهم السيف والرمح والقوس والمجن، ويلبس فرسانهم الدروع والمغافر. وكانوا يرفعون الرايات، وربما اتخذوها من عمائم ساداتهم، ويتغنون بالشعر ويرتجزون محمسين أنفسهم؛ فإذا تم لهم النصر، عادوا بالأسلاب والسبايا فاقتسموها أنصبة، وأما الأسرى فمصيرهم إلى القتل أو يقدموا الفداء، ولا يطلقونهم إلا بعد أن يجزوا نواصيهم، فتحفظ في كنائنهم لأيام المفاخرات. قال الحطيئة:
قد ناضلوك فسلوا من كنائنهم
مجدا تليدا ونبلا غير أنكاس (3-6) معايشهم
كان عرب البادية يعتمدون في عيشهم على رعاية الإبل، ثم على الغزو والصيد وحراسة القوافل. وأما أهل الحواضر فإن وسائل الرزق اتسعت عليهم، وعرفوا أركان العمران الثلاثة: التجارة والزراعة والصناعة. وكانت اليمن في مقدمة البلاد العربية تحضرا وخصبا، فانبسطت تجارتها، ونمت زراعتها، وتوافرت لها الصنائع، ولا سيما الوشي والحياكة. وعرب الشمال - على بداوتهم وخشونة عيشهم - لم يحرموا التجارة في حواضرهم؛ فقد كانت مكة - في توسطها الطبيعي ومقامها الديني - محطة لقوافل اليمن والشام، وسوقا رائجة تعرض فيها بضائع التجار، واشتهر أهلها القرشيون برحلاتهم التجارية، فكانت لهم في السنة رحلتان: رحلة الصيف، ورحلة الشتاء. وكذلك أهل يثرب عرفوا بالتجارة، ولا سيما اليهود.
وهناك أسواق كانت تقام في أوقات معلومة للبيع والشراء، وأعظمها سوق عكاظ، وكان عرب الحيرة يتجرون مع الفرس، ويتولون حماية قوافلهم في عرض القفار.
وكذلك كان للزراعة شأن في بعض الحواضر الشمالية كالطائف ويثرب وخيبر ووادي القرى وتيماء. أما الصناعة فإن الأعراب كانوا يحتقرونها ويعيرون صاحبها، فهم أبعد الناس عنها كما يقول ابن خلدون، ومع ذلك ألموا بأشياء كالحدادة والنجارة والخياطة والصباغة، وكانت في القرى المعمورة، كمكة ويثرب والطائف.
وعلى الجملة فعرب الشمال لم يبلغوا شأو عرب الجنوب في الحضارة والأخذ بأسباب العمران، فصرفوا همهم إلى الغزو ينهبون الأموال، ويسبون النساء والأولاد، فيسترقونهم أو يبيعونهم في أسواق النخاسة؛ وإلى رعاية الإبل وحسن القيام على تربيتها؛ لأنها تقضي جميع حاجاتهم: تحملهم وتحمل أثقالهم، وتغذيهم بلحمها ولبنها، وتكسوهم وتبني بيوتهم بأوبارها؛ وبها يفتدون أسراهم، وعليها يقايضون في المبايعات، ومنها يؤدون المهور والديات والغرامات. (3-7) أديانهم
وكانوا في جاهليتهم على أديان مختلفة، ومذاهب متعددة، يؤلهون الأصنام والكواكب، ويعبدون الله، ويخلطون المذاهب بعضها ببعض، مازجين التوحيد بالشرك، والعقائد السماوية بالعقائد الوثنية. وهم إلى ذلك ليسوا على دين ثابت، أو عقيدة مكينة، شأنهم في حياتهم المتنقلة المضطربة.
وكان اليونان والرومان قد حملوا آلهتهم إلى بادية الشام، فأخذت العرب عنهم عبادة الأصنام، وأخذت المجوسية عن الفرس، واليهودية عن الذين هاجروا من بني إسرائيل هاربين من وجه الأشوريين، ثم من وجه الرومان بعد خراب الهيكل في السنة السبعين، وأخذوا النصرانية عن الرسل الذين دخلوا مبشرين بالمسيح، ثم عن أهل الشام زمن البيزنطيين، ثم عن الحبش في غاراتهم على اليمن واستقرارهم فيها.
وكانت الوثنية في القبائل أعم وأكثر انتشارا، والأصنام منصوبة في كل ناحية من نواحي الجزيرة، ولا سيما الكعبة، وتزعم الرواية العربية أن أول من دعا العرب إلى عبادة الأصنام عمرو بن لحي،
Bog aan la aqoon