Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
وكان في أول أمره ينحل كتبه البلغاء المشهورين كعبد الله بن المقفع، وسهل بن هارون، فيقبل عليها الناس، ويتسارعون إلى نسخها لا لشيء إلا لأنها منسوبة إلى كتاب معروفين. وربما كتب أفضل منها ونسبه إلى نفسه فلم يجد عليه إقبالا. وما زال هذا دأبه حتى بعد صيته فأصبح لا يضع رسالة إلا تلقفتها الأيدي وتناسختها، وطارت في الأمصار فحفظوها واستظهروها. وربما أرسلوا المنادين إلى مكة في مواسم الحج، يسألون الحجيج عن كتاب له طلبوه ولم يجدوه.
وأفاد الجاحظ بكتبه ثروة حسنة طاب بها عيشه، فقد قدم الحيوان إلى ابن الزيات فأعطاه خمسة آلاف دينار، وقدم البيان والتبيين إلى ابن أبي دؤاد فأعطاه خمسة آلاف دينار، وقدم كتاب الزرع والنخل إلى إبراهيم بن العباس الصولي فأعطاه خمسة آلاف دينار. وكانت له وظائف يتقاضاها مشاهرة في وزارة الفتح بن خاقان، عدا ما نال من الجوائز والصلات في مختلف الأحوال.
ولما مات راح بعض الكتاب المغمورين يضيفون إليه كتبهم لتشتهر، كما فعل هو في أول عهده بالكتابة، فنحلوه كتبا كثيرة ليس له يد فيها، ولا هي من نفسه وأسلوبه.
وروي للجاحظ شعر في المدح والهجاء وغير ذلك، ولكن شعره لا يعتد به؛ لأن أبا عثمان خلق كاتبا لا شاعرا. ومنزلته قائمة على طرائف مصنفاته، وبلاغة إنشائه. (2-2) ميزته
تتجلى ميزة الجاحظ في كل كتاب أو رسالة صنفه، وهو كثير كما رأيت، فهيهات أن يتاح لنا دراسة آثاره كلها في هذا البحث. وإنما نجتزئ بكتابين من أشهرها وهما الحيوان والبخلاء. وربما رجعنا في بعض الأحوال إلى البيان والتبيين وسواه استتماما لميزة الكاتب العبقري في مختلف شئونه وأغراضه.
كتاب الحيوان: أغراضه
جعل الجاحظ هذا الكتاب في سبعة أجزاء؛ فالجزء الأول صدره بمقدمة ممتعة يرد فيها على شخص انتقد كتبه، وعاب عليه مباحثه. ويذكر في هذه المقدمة طائفة جليلة من مصنفاته التي تصدى لها المنتقد. ثم ينتقل إلى مدح الكتب، وذكر فوائدها والترغيب في اصطناعها. ثم يتكلم على الخصاء وأحواله ومنافعه ومساوئه، ثم على الكلب والديك وما قيل فيهما من ذم ومدح.
والجزء الثاني يتضمن تتمة الكلام على الكلب واحتجاج صاحبه له.
والجزء الثالث يذكر فيه الحمام وما وصف به من كرم الطبائع ثم من لؤمها، ويتخلل ذلك استطرادات إلى صدق الظن والفراسة والجنون، ثم ينتقل إلى الكلام على الذبان والغربان والجعلان
13
Bog aan la aqoon