Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
وأبو بكر السجستاني وسواهم.
ويرى بعضهم أنه تعلم الفارسية وأتقنها، ويستدلون على ذلك بكثرة ما ورد من ألفاظها في كتبه. ولكن لا يصح الاطمئنان إلى هذا الرأي؛ لأن لغة الفرس كانت شائعة في عصر الجاحظ لانتشار أهلها في العراق؛ فقد يكون التقط ألفاظا منها واستعملها في كتبه تملحا وتظرفا، دون أن يعنى بدراستها وإتقانها.
ولم يدع الجاحظ علما معروفا في أيامه إلا نظر فيه، واطلع عليه؛ فقد درس الفلسفة والمنطق والطبيعيات والرياضيات والتاريخ والسياسة والأخلاق والفراسة، فاكتملت آلته؛ فإذا هو فقيه متكلم يتفلسف ويتمنطق، محدث وإن لم يؤمن بالحديث، بارع في الأدب واللغة، راوية للأخبار والأشعار، بحاثة عن الحيوان والنبات، نقاد للأخلاق والعادات، عالم بالفلك والموسيقى والغناء.
الجاحظية
أثر إبراهيم النظام في أفكار تلميذه أكثر من أستاذيه الباقين، فقد لقنه علم الكلام، وصار به إلى الاعتزال، وعوده حرية التفكير، ولكن الجاحظ لم يلبث أن انفرد عنه بمقالة قامت عليها فرقته الجاحظية. ولم يبلغ إلينا من آرائه في مذهبه هذا إلا ما أورده الشهرستاني في الملل والنحل، والبغدادي في الفرق بين الفرق. ومنه نعلم أن أبا عثمان جارى المعتزلة في أشياء فقال مثلهم بنفي الصفات عن الله، وإثبات مذهب القدرية. وقال بخلق القرآن كما خلق الرجل والمرأة والحيوان،
12
وانفرد عنهم بمسائل منها قوله بأن المعارف ضرورية مركبة في طباع العباد وليست من أفعالهم وليس للعباد كسب سوى الإرادة ؛ لأنها جنس من الأعراض. وأما الأفعال فجبرية تحصل من العباد طباعا. ومنها أن أهل النار لا يخلدون فيها عذابا بل يصيرون إلى طبيعة النار، وأن الله لا يدخل أحدا في النار، بل إن النار تجذب أهلها إليها.
ورويت له أقوال غير هذه لا نرى فائدة من ذكرها. ومذهب الجاحظ كما يقول الشهرستاني هو بعينه مذهب الفلاسفة إلا أنه يميل إلى الطبيعيين أكثر منه إلى الأهليين.
آثاره
خلف الجاحظ مؤلفات كثيرة جعلها بعضهم ثلاثمائة وستين كتابا، وهي دون ذلك فيما نعلم؛ لأنه أضيف إلى الجاحظ كتب ليست له. وذكرت كتب تكرارا بأسماء مختلفة. على أنه مهما يكن من شيء فإن آثار الجاحظ في غاية الخصب، ونظرة إلى ما أثبت منها في مقدمة الحيوان، ومعجم الأدباء، تطلعنا على طائفة جليلة، تربو على المائة بين مؤلف كبير ورسالة صغيرة. وفيها عالج مختلف الأغراض والموضوعات فكتب في الأدب والشعر والديانات والعقائد والإمامة والنبوة والمذاهب الفلسفية. وبحث السياسة والاقتصاد وتحصين الأموال، وغش الصناعات، والأخلاق وطبائع الأشياء، وحيل اللصوص وحيل المكدين وذوي العاهات كالحول والعور والعرجان والبرصان. وتكلم على العصبية وتأثير البيئة فكتب في القحطانية والعدنانية والصرحاء والهجناء، والسودان والحمران، والرجال والنساء وفي أي موضع يغلبن ويفضلن، وفي أي موضع يكن المغلوبات والمفضولات. ونظر في العلوم التاريخية والجغرافية والطبيعية والرياضية فكتب في المدن والأمصار والمعادن وجواهر الأرض، والكيمياء والنبات والحيوان والطب والفلك والموسيقى والغناء، والقيان والمغنين. وكتب في الجواري والغلمان والعشق والنساء، والنرد والشطرنج، وغير ذلك مما يتناول الحياة الاجتماعية والأدبية والعلمية في عصره وقبل عصره.
Bog aan la aqoon