Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
في أواخر حياته، فانتقل إلى البصرة في خلافة المتوكل وربما في السنة التي قتل فيها.
7
ويروون لعلته خبرا لا ينبغي التعويل عليه، وهو أنه كان على مائدة أحمد بن أبي دؤاد فأكل مضيرة
8
وسمكا ففلج ونقرس من ليلته لجمعه بين السمك واللبن.
ونرى أن الجاحظ كان يشكو علته في عهد ابن الزيات، وقبل أن يتصل بأحمد بن أبي دؤاد؛ لأنه أشار إليها في كتاب الحيوان، واعتذر بها إلى نقاده. قال: «وقد صادف هذا الكتاب مني حالات تمنع من بلوغ الإرادة فيه: أول ذلك العلة الشديدة، والثانية قلة الأعوان، والثالثة طول الكتاب.» فهذه العلة التي يذكرها ولا يسميها رافقته وهو ابن سبعين وكان لم يزل متصلا بابن الزيات. ولكننا لا نقطع بأنها هي الفالج؛ لأن الجاحظ أصيب بالنقرس أيضا. وكان به حصاة لا ينسرح له البول معها، فقد تكون هذه العلة الحصاة، وقد تكون أعراضا من ألم النقرس، أو خدر الفالج. على أنه لم يقعده المرض إلا بعد أن نيف على الثمانين. فمكث مدة في سر من رأى ثم انتقل إلى البصرة فأقام فيها حتى مات.
صفاته وأخلاقه
كان الجاحظ مشوه الوجه جهما، ناتئ العينين، قصير القامة، لا تنفتح العين على أبشع منه منظرا. وكان إلى ذلك خفيف الروح، حسن المعاشرة، ظريف الحديث، طيب النكتة، مطبوعا على السخر والتهكم. وليس سخره بالجارح الحاد، وإنما هو لطيف ناعم، مصور لنفسه المرحة التواقة إلى الدعابة. ولطالما التمس الجاحظ النكتة وأوردها ولو كانت على نفسه، وأخباره في ذلك كثيرة، قال: «أتيت منزل صديق لي، فطرقت الباب، فخرجت إلي جارية سندية. فقلت لها: «قولي لسيدك: الجاحظ بالباب.» فقالت: «الجاحد بالباب؟» على لغتها، فقلت: «لا، قولي: الحدقي بالباب .» فقالت: «أقول الحلقي؟»
9
فقلت: «لا تقولي شيئا.» ورجعت.» وقال: «أتاني بعض الثقلاء فقال: «سمعت أن لك ألف جواب مسكت، فعلمني منها.» فقلت: «نعم.» فقال: «إذا قال لي شخص: «يا ... يا ثقيل الروح» أي شيء أقول له؟» قلت: «قل له صدقت.»
Bog aan la aqoon