وينبغى أن نثبت أن كذا موجود لكذا أو غير موجود من هذه المواضع بعينها، مثال ذلك أن علم كذا بكذا يوجد له إما على أنه من الأشياء التى تؤدى إلى غاية، أو على أنه مما يقال بالعرض، أو أنه أيضا لا يوجد ولا على حال من هذه الأحوال المذكورة. والقول 〈يكون〉 واحدا بعينه أيضا فى الشهوة وسائر الأشياء الأخر التى تقال على أنحاء كثيرة، وذلك أن الشهوة لهذا الشىء إما أن تكون على أنه غاية مثل الصحة، أو على أنه من الأشياء التى تؤدى إلى الغاية، مثل المداواة، أو على أنه بالعرض مثل حال من يحب الحلاوة عند الشراب، وذلك أنه يشتهيه من طريق ما هو حلو، لا من طريق ما هو شراب، إذ كان يشتهى الحلو بذاته، ويشتهى الشراب بالعرض؛ وذلك أن الشراب لو كان عفصا لم يشتهه. فشهوته إذا للشرب إنما هو بالعرض. — وهذا الموضع نافع فى الأشياء الداخلة فى باب المضاف.
[chapter 22: II 4] 〈مواضع أخرى〉
والنقل أيضا إلى الاسم الذى هو أعرف، مثال ذلك أن نجعل مكان قولنا فى: الظن — «البين»، ومكان قولنا: كثرة البحث — «محبة البحث». وذلك أن الاسم إذا قيل قولا أعرف صار الموضع أسهل مراما. وهذا الموضع أيضا عام فى الأمرين جميعا فى الإثبات والإبطال.
Bogga 511