225

Tupiqa li-Aristutalis

طوپيقا لأرسطوطاليس

Noocyada

فنقول إنه قد يضطر المجيب إلى أن يقبل من الأوضاع: إما ما هو مشهور أو غير مشهور، وما كان محمودا — بمنزلة قولنا لهذا المشار إليه أوله فى ذاته أو لغيره. فإنه على أى الجهات كان مشهورا فلا فرق فى ذلك: لأن المذهب فى جودة الجواب، وأن يعطى ما سئل عنه أو يمنعه، هو مذهب واحد بعينه. — وإذا كان الوضع غير مشهور، فقد يجب ضرورة أن تكون النتيجة غير مشهورة، لأن السائل إنما ينتج دائما ما هو مقابل للوضع. ومتى كان الأمر الموضوع لا مشهورا أو لا غير مشهور، فإن حال النتيجة أيضا يكون كذلك. — ولما كان الذى يجيد القياس إنما يبين الأمر المطلوب من مقدمات هى أعرف وأشهر، فمن البين أنه إذا لم يكن الموضوع مشهورا على الإطلاق فليس ينبغى للمجيب أن يعطى لا ما هو مشهور على الإطلاق، ولا ما هو مشهور وإن كان دون النتيجة فى ذلك. فإنه إذا كان الوضع غير مشهور، فإن النتيجة تكون مشهورة، ولذلك قد ينبغى أن تكون الأشياء التى تقتضب بأمرها مشهورة، وتكون أكثر شهرة من الموضوع إن كان القصد أن ينتج من أشياء هى أعرف مما دونها فى العرفان. فيجب إذن، متى كان شىء من الأشياء التى وقعت عليها المصادرة ليست هذه حالها، ألا يضعه المجيب. وإن كان الوضع مشهورا على الإطلاق، فظاهر أن النتيجة تكون غير مشهورة: فينبغى أن نعطى جميع الأشياء المشهورة ونعطى مما ليس مشهورا ما كان دون النتيجة فى ذلك؛ وقد يظهر من أمر الفاعل لذلك أنه قد وفى الجدل حقه.

وكذلك أيضا إن لم يكن الوضع مشهورا ولا غير مشهور، فإنه يجب أيضا على هذا الوجه أن نعطى جميع الأشياء المشهورة ونعطى مما ليس مشهورا جميع الأشياء التى هى فى الشهرة أكثر من النتيجة. فإنه يلزم على هذا الوجه أن تكون الأقاويل أشهر. — فأما إن كان الموضوع مشهورا على الإطلاق أو غير مشهور، فقد ينبغى أن نجعل الجواب بحسب الأشياء المشهورة على الإطلاق. وأما إن لم يكن الموضوع مشهورا على الإطلاق أو غير مشهور، بل إنما هو كذلك عند المجيب، فقد ينبغى أن يكون ما يوضع أولا يوضع بحسب ما يراه ويعتقده فى الأمر المشهور. — وإن كان المجيب إنما يعتقد فى ذلك رأى غيره، فمن البين أنه ينبغى أن يكون وضعه لجميع ما يضعه أو نفيه لما ينفيه بحسب ما يعتقده من ذلك الرأى. ولذلك صار الذين يعتقدون الاراء البديعة، بمنزلة رأى ايرقليطس فى أن الشر والخير هما شىء واحد بعينه، لا يسلمون أن الأضداد لا تجتمع فى شىء بعينه، ليس على أنهم لا يرون ذلك، ولكن لأن ايرقليطس كان يراه، كانوا يقولون به. وقد يفعل أيضا مثل ذلك القوم الذين يقبلون الأوضاع من غيرهم. وذلك أنهم يرومون أن يقولوا مثل ما يقول الواضع.

Bogga 710