Cauderch ، وقد تعطلت السيارة على بعد 60 كيلومترا من قفصة، وكان على حافة الطريق التين الشائك، فأطلق مختبئون منه الرصاص فسقط الجنديان.
وقد توسعت حركة النسف في مراكز الجيش والبوليس الفرنسي، فذكر بعضها على سبيل المثال:
حوالي الساعة الثامنة والدقيقة الخامسة والأربعين من مساء يوم الاثنين 10 مارس، سمع سكان حي باب سويقة والأحياء المجاورة دويا، ثم شاهدوا سيارة الصليب الأحمر لنقل الجرحى تقف أمام مركز البوليس الثالث بتونس، فيخرج الجنود خمسة من زملائهم من المركز.
وقد وضعت كمية من المفرقعات في عداد المياه بحائط المركز، فلما انفجرت أحدثت به أضرارا جسيمة؛ فقد تهدم حائط المركز من ناحية شارع الكشباطي بأكمله، وتهدمت أيضا أجزاء كبيرة من بقية الحيطان، وأصيب سبعة من الجنود كانوا داخل المركز بجروح خطيرة قضت على حياة أحدهم أثناء نقله إلى المستشفى.
ويظهر من الحجارة المبعثرة بمركز البوليس ومن الجدران المتهدمة، أن الانفجار كان شديدا جدا، وتلك هي المرة الثالثة التي ينسف فيها ذلك المركز. ولما تبين للسلطات الفرنسية أن وسائل القمع لم تفلح، التجأ القائد العام للقوات الفرنسية إلى زيادة التضييق على التونسيين جميعا، فأعلن قراره بمنع التجول بالأحياء العربية انتقاما من الوطنيين؛ قال في بلاغه: ارتكبت في ليلة 11 مارس الحالي مؤامرة جنائية ضد مركز القسم الثالث للبوليس، تسببت في قتل جندي وجرح ستة آخرين من بينهم تونسي.»
إن هذه المؤامرة التي حدثت على إثر سلسلة طويلة من الأحداث الإرهابية، من شأنها تعكير صفو النظام والأمن العموميين؛ ولذا تقرر منع التجول ليلا بالمدينة العربية من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا ابتداء من مساء اليوم (11 مارس 1952) إلى أن يصدر ما يخالف ذلك.
ولكن الوطنيين لم يلتفتوا لذلك القرار ولم يعيروه أهمية وتمادوا في نسف الثكنات، فيوم الخميس 13 مارس في الساعة الثامنة إلا ربعا سمع بمدينة المنستير دوي هائل ارتجفت له جدران المدينة بأكملها، وتحطم زجاج النوافذ في دائرة متسعة جدا، وقد انفجرت كمية من المفرقعات بإحدى نوافذ مركز البوليس فنسفت أكثره، وكانت الأضرار المادية فادحة، ولم يصب أعوان البوليس؛ لأنهم كانوا في ذلك الوقت يقومون بجولة تفقدية بشوارع المدينة.
وانفجر لغم في بناية مولد الكهرباء بمدينة المنستير، فخربه مساء 16 مارس، وفي نفس المساء رميت قارورتان من البنزين المضطرم على جراج بمدينة القيروان، فاشتعلت فيه النيران.
ونسف بمدينة صفاقس معمل الكهرباء يوم 4 فبراير، وبقي الظلام مخيما على أحياء كاملة من المدينة، وبعد أشهر من ذلك والانفجارات مستمرة من غير انقطاع ، فقد رميت قذيفة في إحدى العمارات الكائنة بشارع قو في صفاقس في الساعة الثانية من زوال يوم 7 / 7 / 52 أحدث انفجارها خسائر مادية كبرى، وجرح نفر من سكان العمارة.
واهتم الوطنيون كثيرا بجميع وسائل المواصلات لما لها من قيمة رئيسية بالنسبة لجيش العدوان الفرنسي، فقاموا بقطع السكك الحديدية ونسف محطات القطار والجسور وقطع أسلاك التليفون.
Bog aan la aqoon