Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
أما بعد، فإذا طلبتم مني الاجتماع والألفة وبذلتم من أنفسكم قبول النصيحة، فإني راغب في مقاربتكم وموافقتكم وكاره لمباعدتكم ومفارقتكم؛ غير أنه لا يصلح اجتماع إلا على طاعة الله وطاعة رسوله، فإنه جعل في طاعته المحبة والاجتماع والألفة، وجعل في معصيته العداوة والبغضاء والفرقة، فإن أردتم مني اجتماعا في الظاهر فإني لا يمكنني من ذلك غير ما أنا فاعل؛ وإن أردتم اتفاقا في الظاهر والباطن فحتى أرى منكم غير ما أنتم عليه، والله لا يستحي من الحق، ولا دهان في الدين؛ ونحن غدا مسئول بعضنا عن بعض ، وقد قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) وقد أنزل الله كتابه وأرسل رسوله وأوضح دينه، ولا جهل ولا تجاهل في الإسلام؛ وقد تقدم من المسلمين خلفاء وقضاة وأئمة وولاة؛ وأخبارهم شاهرة؛ وسيرهم معروفة ظاهرة، فمن اتبع سبيلهم اهتدى؛ ومن خالفهم ظل وغوى.
Bogga 278