Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
ورغب الناس فيما افترض الله عليهم من أداء زكواتهم ودفعها ليضعوها في مواضعها ويعلمهم أنه من وفا بها فهو من الله في رحبة من الأثر في سعيه والإيجاب له من ثوابه ورحمته ومن سترها أو شيئا منها فقد خان الله ورسوله فليس من الله في شيء؛ ولا يقبل الله صلاة لمن كان لزكاته خائنا , قال الله تعالى ( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما انزل إليكم من ربكم وليزيدون كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا , فلا تأس على القوم الكافرين ) ومن لم يؤد زكاته لم يقم بما أنزل الله من فرائضه وشرائع دينه , ومن أداها إليكم طائعا فاقبلوها منه , ومن اتهمتموه فيها وكان عند أهل المعرفة متهما فاستحلفوه بالله ما ستر عنكم ما يعلم لله فيه حقا من غير هدمتكم له بحبس ولا قيد ولا ضرب , فإن يك صادقا فقد سلمتم وسلم وإن بك كاذبا فسيلقى الله بخيانته وأنتم أبرياء منها؛ ولعمري لأن يلقي الله بخيانته أحب إلى أن تلقوه بعقوبته على غير بيان ولا برهان.
Bogga 158