(الحديث من الحسان)
" عن معاذ بن جبل ﵁ أنه قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة "الحديث.
" يدخلني ": مرفوع واقع في حيز الصفة، وإن صح الجزم فيه كان جزاء الشرط محذوفا
، تقديره: أخبرني بعمل إن عملته يدخلني الجنة، والجملة الشرطية بأسرها صفة لـ"عمل "
أو جوابا للأمر، وتقديره: إن إخبار الرسول – صلوات الله عليه – لما كان وسيلة إلى عمله، وعمله ذريعة إلى دخول الجنة، كان الإخبار سببا بوجه ما لإدخال الجنة، ونظيره قول من
يسأل منك شيئا: إن تعطيني دينارا كفاني اليوم.
وقوله:" وإنه ليسير على من يسره الله عليه " إشارة إلى أن أفعال العباد واقعة بأسباب
ومرجحات تفيض عليهم من عنده، وذلك إن كان نحو طاعة سمي: توفيقا ولطفا، وإن
كان نحو معصية سمي: خذلانا وطبعا.
و(الجنة) بالضم: الترس، وبالكسر: الجنون، وبالفتح: الشجر المظل، قال الشاعر:
تسقي جنة سحقا
أي: نخلا طويلا.
1 / 67