قلت: اللازم عموم العفو، وهو لا يستلزم عدم دخول النار، لجواز أن يعفو عن
بعضهم بعد الدخول وقبل استيفاء العذاب، هذا وليس يحتم عندنا أن يدخل النار أحد من الأمة، بل العفو عن الجميع بموجب وعده، حيث قال: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ [النساء: ٤٨] وقال: ﴿يغفر الذنوب جميعا﴾ [الزمر:٥٣].
...
١٩ – ٢٧ – وقال عمرو بن العاص ﵁: أتيت النبي ﷺ، فقلت له: ابسط يمينك
فلأبايعك، فبسط يمينه، فقبضت يدي، فقال: ما لك يا عمرو؟ " قلت: أردت
أن أشترط، قال: تشترط ماذا؟ " قلت: أن يغفر لي، قال: "أما علمت يا عمرو
! أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم
ما كان قبله؟ "، فبايعته.
" قال عمرو بن العاص ﵁: أتيت النبي ﷺ " الحديث.
المراد بـ"ما قبله ": ما سبق من كفر وعصيان، وما ترتب عليهما من العقوبات التي هي
من حقوق الله تعالى، فأما حقوقه المالية ككفارة
1 / 65