أجسام سارية في البدن، ولا كذلك روحه وروح آدم صلوات الله عليهما، فإنه تعالى
خلقهما بلا توسط أصل وسبق مادة، ولا ما يشابه ذلك، فلهذا خصهما الله تعالى بهذا
الفضل وأضافهما إلى نفسه، فقال: ﴿فنفخنا فيها من روحنا﴾ [الأنبياء:٩١]،
وقال: ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ [ص:٧٢].
ولعله سمي روحا لأن الله تعالى أحيا به الأموات كما أحيا بالأرواح الأبدان.
وأفرد " الحق " لأنه مصدر، أو على تأويل: كل واحد.
وقوله:" أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " دليل على المعتزلة في مقامين:
أحدهما: أن العصاة من أهل القبلة لا يخلدون في النار، لعموم قوله:" من شهد ".
وثانيهما: أنه تعالى يعفو عن السيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة، لأن قوله:"على
ما كان من العمل " حال من قوله:" أدخله الله الجنة "، كما في قولك: رأيت فلانا
على أكله، أي: آكلا، ولا شك أن العمل غير حاصل حينئذ، بل الحاصل حال إدخاله
استحقاق ما يناسب عمله من الثواب والعقاب، ولا يتصور ذلك في حق العاصي الذي
مات قبل التوبة إلا إذا أدخل قبل استيفاء العقوبة.
فإن قلت: ما ذكرت يستدعي أن لا يدخل النار أحد من العصاة؟!
1 / 64