" عن أبي هريرة ﵁: أنه قال ﵇: قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم " الحديث.
من عادة الناس إسناد الحوادث والنوازل إلى الأيام والأعوام وسبها، لا من حيث إنها
أيام وأعوام، بل من حيث إنها أسباب تلك النوائب، وموصلتها إليهم على زعمهم
وحسبانهم، فهو في الحقيقة ذموا فاعلها وعبروا عنه بالدهر، فالباري تعالى في الحقيقة
هو المعني بالدهر في شتمهم، وهو معنى قوله:" أنا الدهر "، لا أن حقيقته حقيقة الدهر.
ولإزاحة هذا الوهم الزائغ أردف ذلك بقوله:" أقلب الليل والنهار "، فإن مقلب الشيء
ومغيلاه لا يكون نفسه.
وقيل: فيه إضمار، والتقدير: أنا مقلب الدهر والمصرف فيه، والمعنى: إن الزمان
يذعن لأمري، لا اختيار له، فمن ذمه على ما يظهر فيه صادرا مني فقد ذمني، فإني
الضار والنافع، والدهر ظرف لا أثر له، ويعضده نصب (الدهر) في رواية على أنه
ظرف متعلق بقوله: (أقلب)، والجملة خبر مبتدأ.
...
١٥ – ٢١ – وقال:" قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن
نازعني واحدا منها أدخلته النار "، رواه أبو هريرة ﵁.
1 / 58