بجد لها عددا وموادا صعب عليه ذلك، وتعب فيها تعبا شديدا، وافتقر إلى مكابدة
أفعال ومعاونة أعوان ومرور أزمان، ومع ذلك فكثيرا ما لا يستتب له الأمر ولا يتم له
المقصود، ومن أراد إصلاح منكسر وإعادة منهدم ركبه وبناه، وكانت العدد حاصلة
، والمواد باقية هان عليه ذلك وسهل جدا، فيا معشر الغواة! كيف تحيلون إعادة
أبدانكم، وأنتم معترفون على جواز ما هو أصعب منها؟! بل هو كالمتعذر بالنسبة إلى
قدركم وقواكم، وأما بالنسبة إلى قدرته تعالى فلا سهولة ولا صعوبة، يستوي عنده تكوين
بعوض طيار وتخليق فلك دوار، كما قال عز اسمه " ﴿وما أمرنا إلا واحدة كلمح
بالبصر﴾ [القمر:٥٠].
و(الشتم): توصيف الشيء بما هو إزراء ونقص به، وإثبات الولد له كذلك، لأنه
قول بمماثلة الولد له في تمام حقيقته، وهي مستلزمة للإمكان المتداعي إلى الحدوث
،ولأن الحكمة في التوالد استحفاظ النوع، إذ لو كانت العناية الأزلية مقتضية بقاء
أشخاص الحيوان، لاستغنى عن التناسل استغناء الأفلاك والكواكب عنه، فلو كان الباريء
تعالى متخذا ولدا لكان مستخلفا خلفا يقوم بأمره بعد عصره، تعالى عن ذلك علوا كبيرا،
كما قال:" سبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا! ".
...
١٤ – ١٩ – وقال:" قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر،
أقلب الليل والنهار ". رواه أبوهريرة ﵁.
1 / 57