" وعن عبادة بن الصامت ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﷺ وحوله عصابة من
أصحابه: بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا
أولادكم، ولا تأتون ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف،
فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو
كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه،
وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك ".
(العصابة): الجماعة من العصب، ومنه: العصب، لأنه يشد الأعضاء بعضها ببعض.
و(المبايعة): المحالفة والمعاهدة، شبهت بالمعاملة وومبايعتهم إياه: إلتزام طاعته وبذل
الوسع في امتثال أوامره وأحكامه، ومبايعته إياهم: الوعد بالثواب على ذلك.
و(البهتان): الكذب الذي يبهت المكذوب عليه، أي: يدهشه ويجعله متحيرا.
و(الافتراء): الاختلاق، والفرية: الكذب، كأنه أخذ من: الإفراء، الذي هو القطع
على وجه الإفساد، والفري: قطعه على جهة الإصلاح، وإنما أضاف إلى الأيدي
والأرجل لأنها العاملة، ولأن المفتري غالبا يكون من الأمور التي تحصل بمزاولة هذين
العضوين.
1 / 53