179

============================================================

الحق مرتجع إلى آربابه

من كف غاصبه وإن طال المدى

يا وارث الملك العظيم تهنته

واعلم بأنك لم تسد فيه سدى

عن خير آسلاف ورثت سريره

فوجدت منصبه السنى ممهدا

يا ناصرا من غير منصور آتى

كمهند خلف الغداة مهندا

آنست ملكا كان قبلك موحشا

وجمعت شملا كان منه ميددا

فتهن عيدا لم بجد مثلا له

فى الدهر خلق صام قبل وعيدا

فالناس آجمه قد رضوك مليكهم

وتضرعوا أن لا ثزال مخلدا

وتباركوا بسناء غرتك التى

وجدوا على آنوار بهجها هدى

الله أعطاك الذى لم يعطه

ملكا سواك برغم آناف العدا

قلدت ملكا قد علا مقداره

الله انت مقلدا ومقلدا

فاهنأ بما أوتيته واحرص على

أن لا ترال بحسن سيرك سرمنا

واحسن لفتيتك الى قد أحسنت

وابسط لهم وجه الرضى متوددا

واعدل ومربالعدل والإحسان وان

ه عن الفواحش تكثف أسباب الردى

وائت الجميل لمن رغبت فإنه

يبقى به ملك أتيت مؤبدا

لا زلت منصور اللواء مؤيد ال

زمات ما هتف الحمام وغردا

وابهجت الرعايا على اختلافهم وايلافهم باقباله وخرجوا لاستقباله بودون لو على خدودهم تطا سنابك خيوله وفى آكبادهم تسير كتائب رعيله. فخرج المسلمون بالمصاحف الشريفة وأعلام الخليفة والنصارى بالأناجيل واليهود بالتوراة وتعلقت الذمة بذعامه وابتهلوا بدوام أيامه ليحمل عنهم الضيم الحادت ال ويرفعه، ويكف عنهم الكف العايث وممنعه، وعجت الأصوات بالدعاء الجهير والتحميد لله على نصره والتكبير، وعم الفرح فى ذلك اليوم الصغير والكبير. لما كان وقت نصف النهار المذكور ركب السلطان موكيه الملوكى البهيج تحفه لها غاب من الوشيج وطلع إلى قلعته كما يطلع البدر فى شرفه ويومل منها ذروة مشترفة، فكادت نميد طربا بآيته وأشرقت فى أرجائها أشعة سمعته: وكان هذا اليوم أممن الأيام وأسعد أعياد الإسلام وتصدت الشعراء لامتداحه بالقصائد، فكان مما قيل فى ذكر عوده السعيد هذه الأبيات.

Bogga 204