كنت كما قالوا المطلوب ، وإلى نسبت الذنوب ، فأنا أصير إلى السجن طوعا وإنما ألجأه إلى ذلك [ما كابده] من الويل وما شاهده من رباط الخيل . فلما مضى ليذهب إلى الحيس على زعمه وقد خلع لأمة حربه وحل سيفه عن حقوه وثب عليه بعض الماليك الأمراء الذين كانوا معه فقتلوه ضربا بالسيف واحتزوا رأسه وأرسلوه إلى الأمير زين الدين كتبغا ومن معه من الأمراء، وكان معه يدر الدين بيسرى وبدر الدين أمير سلاح، وعلم الدين طردج وسيف الدين يكثمر السلاحدار وشمس ين اقسنقر كرناى السلاحدار وجماعة من الأمراء الكبار . ولما جرى الحال على ذلك ، اتقطع النزاع والتأم الاجماع وتجددت المواثيق والعهود ، وأحكم (....) السلطان العقود وطلع الأمراء إلى القلعة وفرق المماليك السلطانية الذين كانوا (مجتمعين فى الطباق والأبراج، ونب إلهم حدوث هذا الانزعاج، فبعضا نقلوهم الى الميدان وبعضا أسكنوهم بمنظرة الكبش وبعضا أنزلوهم بدار الوزارة ، واتهمت منهم جماعة بانشاء الشقاق وافتراء دواعى الافتراق، فأخلوا وقرروا فأقروا بما دبروا، فأو دعوا السجن حسما للمواد واستيصالا لشأفة الفساد، وسكن الثاثر أحسن السكون وقرت باستقرار الحال العيون وكانت هذه الحالة المستشنعة والواقعة المستبشعة أول التجارب وبداية الوقائع الى مرت بالسلطان على صفر سنه وهو فيها ثابت الجنان ثباتأ بعيى شجعان الكهول وكهول الشجعان مما أحقه إذ ذاك القائل أن يقول :
بلفت لعشر مضت من سني
ك ما بلغ السيد الأشيب
فهمك فها جسام الأمور
وهم لداتك آن بلعبوا
وأنا أقول إن الله تعالى مذ جعل سمة السلطنة عليه وساقها إليه: تايع له التجارب من الصغر وبصره ما أمره عليه من العبر ليز داد فى السياسة تبصرة ويكون له من البداية تذكرة . وبعد هذه الأمور ببرهة يسيرة مثل فى الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى والأمير حسام الدين لاجين السلاحدار أن يعفو عنهما ويصفح عن ذنهما، فعفا وأصلح، فظهرا من الاستتار وبزغا من السرار وأنعم عليهما بالإمرة، فما أحسن العفو عند المقدرة .
Bogga 141