138

Tibyaanka I'raabka Qur'aanka

التبيان في إعراب القرآن

Baare

علي محمد البجاوي

Daabacaha

عيسى البابي الحلبي وشركاه

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ تَبَرَّأَ): إِذْ هَذِهِ بَدَلٌ مِنْ إِذِ الْأُولَى، أَوْ ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ: (شَدِيدُ الْعَذَابِ) [الْبَقَرَةِ: ١٦٥] أَوْ مَفْعُولُ اذْكُرْ. وَتَبَرَّأَ بِمَعْنَى يَتَبَرَّأُ. (وَرَأَوُا الْعَذَابَ): مَعْطُوفٌ عَلَى تَبَرَّأَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، وَقَدْ مَعَهُ مُرَادَةٌ، وَالْعَامِلُ تَبَرَّأَ ; أَيْ تَبَرَّءُوا، وَقَدْ رَأَوُا الْعَذَابَ. (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ): الْبَاءُ هُنَا لِلسَّبَبِيَّةِ، وَالتَّقْدِيرُ: وَتَقَطَّعَتْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ. (الْأَسْبَابُ): الَّتِي كَانُوا يَرْجُونَ بِهَا النَّجَاةَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْبَاءُ لِلْحَالِ ; أَيْ تَقَطَّعَتْ مَوْصُولَةً بِهِمُ الْأَسْبَابُ كَقَوْلِكَ خَرَجَ زَيْدٌ بِثِيَابِهِ، وَقِيلَ بِهِمْ بِمَعْنَى عَنْهُمْ، وَقِيلَ الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالتَّقْدِيرُ: قَطَّعَتْهُمُ الْأَسْبَابُ كَمَا تَقُولُ تَفَرَّقَتْ بِهِمُ الطُّرُقُ ; أَيْ فَرَّقَتْهُمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الْأَنْعَامِ: ١٥٣] . (كَرَّةً): مَصْدَرُ كَرَّ يَكِرُّ، إِذَا رَجَعَ. (فَنَتَبَرَّأَ): مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ أَنْ، تَقْدِيرُهُ: لَوْ أَنَّ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ فَأَنْ نَتَبَرَّأَ. وَجَوَابُ لَوْ عَلَى هَذَا مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: لَتَبَرَّأْنَا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. وَقِيلَ: لَوْ هُنَا تَمَنٍّ، فَنَتَبَرَّأَ مَنْصُوبٌ عَلَى جَوَابِ التَّمَنِّي، وَالْمَعْنَى لَيْتَ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ. (كَذَلِكَ): الْكَافُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; أَيِ الْأَمْرُ كَذَلِكَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا صِفَةً لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ يُرِيهِمْ رَؤْيَةً كَذَلِكَ، أَوْ يَحْشُرُهُمْ كَذَلِكَ، أَوْ يَجْزِيهِمْ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَ(يُرِيهِمُ): مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى مَفْعُولَيْنِ هُنَا بِهَمْزَةِ النَّقْلِ ; وَ«حَسَرَاتٍ» عَلَى هَذَا حَالٌ،

1 / 137