ويستحب له أن لا ينام حتى يتوضأ، وقد أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها وغيرها، وكذلك إذا أراد أن يأكل أو يشرب، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب. وقد يموت فلا تشهد الملائكة تغسيله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهد النكاح ويأمر به، وقال:
(حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة). رواه س.
فالطيب هو غذاء الروح، والروح مطية القوى، ولا شيء أنفع من ذلك بعد الجماع.
وأما ذكره الصلاة بعد هذين الوصفين، فإن الجماع يستوعب مادة الشبق، المعمى عليه عين العقل، المكدر بصر البصيرة، الساد على الفكر بابه، القاطع على الرأي طريقه، وعلى الدين أسلوبه، ولذلك تسميه الأطباء جنونا.
ولعمر الله، هو أشد من الجنون، وأغلب للإنسان من كل غالب.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن).
وإنما ذهب لب الرجل بسبب شدة شبقه. وإذا كان كذلك فقد يفقد العبد شمل النية التي لا تصح الصلاة إلا بها، واختلاف الفقهاء في بطلان الصلاة مع كثرة حديث النفس والوسواس معروف، فلذلك أمر به صلى الله عليه وسلم ، وحث عليه، وجعله من سنن المرسلين، وقرنه بذكر الصلاة، ليحضر العبد في الصلاة خالي السر من الأفكار والوساوس الرديئة، فتكون صلاته تامة كاملة، وأوجب الغسل بعده. والله أعلم.
قال الأطباء: والاستمناء باليد يوجب الغم، ويضعف الشهوة والانتشار، وقد كرهه الشارع.
Bogga 92