240

Daawada Nabiga

الطب النبوي

Noocyada

وجعل سبحانه وتعالى الدماغ ثلاث بطون: البطن المقدم الأول للتخيل، والثاني المتوسط للفكر، والمؤخر الثالث للذكر.

وكذلك جعل الحق سبحانه وتعالى القلب معدن الحياة وينبوعا للحار الغريزي.

وكما تخرج من الدماغ أعصاب توصل للأعضاء الحس والحركة، كذلك يخرج من القلب شريانات نابضة توصل للأعضاء مادة الحياة.

ولما كان القلب مستوقد الحار الغريزي والحرارة إن لم تتروح انطفأت، جعل سبحانه وتعالى آلات التنفس: الفم والأنف والمنخرين، وفي الفم مجريان الواحد لدخول الهواء إلى الرئة والآخر لدخول الغذاء والماء في المريء إلى المعدة.

وجعل سبحانه وله الحمد الرئة بمنزلة المروحة تروح على القلب لئلا تنطفئ الحرارة.

وأما الأنف فينقسم [إلى] قسمين: الواحد يكون به الشم والآخر يتأدى فيه الهواء إلى القلب عند انطباق الفم عند النوم، وعند الأكل والشرب، ولولا الأنف لكان الإنسان يختنق عند النوم، ولذلك كان الأنف دائم الانفتاح وعند الأكل والشرب ينسد مجرى الهواء سدا محكما، فإذا أكثر الإنسان الحديث انفتح مجرى الهواء، وعند ذلك يكون الشرق، لأنه قد يقع في مجرى الهواء شيء من الطعام أو الشراب.

وكما جعل الحق سبحانه وتعالى الدماغ والقلب يؤديان الحسن والحركة والحياة إلى سائر البدن، كذلك جعل الكبد يؤدي الغذاء إلى سائر الأعضاء بعروق ساكنة، فإن الإنسان إذا تناول الطعام قطعته الثنايا وكسرته الأنياب وطحنته الأضراس وقلبه اللسان، وبعد ذلك ينحدر إلى المعدة، فإذا استقر في المعدة انجمعت عليه وانسد بابها من أسفل سدا وثيقا وانطبخ فيها، فإذا لبث وانطبخ احتاج إلى الماء، فعند ذلك يحصل العطش لتتمكن المعدة من تقليبه وترطيبه لئلا يحترق، فإذا كمل انطباخه بالماء بقي مثل الحسو الرقيق.

Bogga 304