اعلم أن الحركة المعتدلة أقوى الأسباب في حفظ الصحة، فإنها تسخن الأعضاء، وتحلل فضلاتها، وتجعل البدن خفيفا نشيطا. ووقتها بعد انحدار الغذاء عن المعدة، ويقدر ذلك بخمس أو ست ساعات أو أقل أو أكثر، بحسب أمزجة الناس، وبحسب الغذاء.
والحركة المعتدلة هي التي تحمر فيها البشرة وتربو وتبدي العرق، فعند ذلك ينبغي القطع.
وأما التي يكثر فيها سيلان العرق فمفرطة، وأي عضو كثرت رياضته قوي ونشط، وكذلك في القوى الباطنة. فإن أراد أن يقوى حافظته فليكثر من الحفظ، وكذلك الذكر والفكر، وقد قال تعالى: {لعلكم تذكرون} و{لعلكم تتفكرون}.
ولكل عضو رياضة تخصه، فللصدر القراءة، ويبتدئ فيها من الخفية إلى الجهرية، وللبصر الخط الدقيق، وللسمع الأصوات الرقيقة الطيبة، وركوب الخيل باعتدال رياضة البدن كله.
وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رياضة تصلح أبداننا وقلوبنا كقوله صلى الله عليه وسلم :
(اغزوا تغنموا، وسافروا تصحوا).
وقوله: (الصوم صحة).
وقد تقدم [قوله]: (أذيبوا طعامكم [بالذكر والصلاة].
Bogga 83